حينما تتكلَّمُ الطّبيعةُ/ سرد تعبيري
سامية خليفة / لبنان
ما المشاعرُ الدّافقةُ من صدرِ الزّمن إنْ لم يحكِها لنا نايٌ حزينٌ، الخشبُ الأبكمُ من بين مساماتِه تنسابُ فيه القصصُ أليمةً فتتَّشح الأماكنُ بالظِّلالِ؟!
تلك الشَّمسُ الباكيةُ، منديلُها غيمةٌ، كفى يا زمنُ ترتيقًا بمناديلَ تمطرُ علينا دموعًا، الشّمسُ هجيرُها لظًى حارق، شمسٌ إشعاعاتُها ألسنةٌ كاويةٌ تروي حقائقَ دفينةً شوهتْها انصهاراتُ الحقيقةِ في هذياناتِ الأساطيرِ لتتغذّى أجنّتُها على أمصالِ اللّعناتِ، مخاضٌ عسيرٌ سيطلقُ الصّرخاتِ فهلْ من آذانٍ ستسمعُ أصداءَها المتقعّرةَ بينَ جنباتِ الزّمن؟ هي السّنين اليومَ درداءُ، انظرْ يا بني آدم خلفَك ترَ ما خلّفَه طحنُها من كواكبَ وأفلاك لا تنتهي، اليوم بعدما أمست عجوزَ بكماءَ سيتناثر منها الغبارُ لا أكثرَ ، أما النّورُ المنعكسُ في القمرِ الفضيِّ فسيُخبرُ الكونَ أنَّ الشَّمسَ أضاعتِ الضّحكةَ، وأن الضِّحكةَ طمرَها الحزنُ، وأن الحكاياتِ العقيمةَ ستبقى على ألسنةِ الشَّمسِ تُروى أباطيلَ تستبدُّ بالعقولِ السّاذجةِ، وأنّ أنوارَ الشّمسِ ما هي إلا انعكاساتٌ للظّلامِ، تخفي بين طيّاتِها صورًا مخادعةً في تخاتلٍ وزيفٍ تحكي قصصَها الملفّقةَ.