حوار مع القاص والروائي السعودي حسن الشيخ

حاورته القاصة الجزائرية : صليحة كرناني

611
حوار مع القاص والروائي السعودي حسن الشيخ 
حاورته القاصة الجزائرية : صليحة كرناني / 

الأديب حسن الشيخ هو أحد كتاب القصة والرواية في شرق المملكة العربية السعودية . وهو أحد الكتاب الرواد في منطقة الأحساء ممن كتب القصة القصيرة ، والرواية ، ورصد تاريخ الأحساء الاجتماعي ، عبر ( الفوارس ) و( حافلة الاحساء ) و( محطة الهفوف ) فكانت معظم أعماله السردية ، تضج بالحنين الى تاريخ الأحساء وقرها . فكانت ( الأحساء ) هي همه الإبداعي ، وهي البطلة الأولى في معظم كتاباته . ليس فقط في الكتابات السردية ، بل حتى بحوثه التاريخية التي انصبت في معظمها على الشخصيات الاحسائية الرائدة ..
س1/فاتحة الكلام من هو الكاتب والصحفي “حسن الشيخ” ؟
حسن الشيخ هو كاتب ، يحاول ان يتصيد الكلمات المشرقة ، كما يتصيد الأطفال الفراشات الملونة . فتح عينيه على الحياة ، فبهرته الحياة بتناقضاتها ، فعمد على إعادة صياغة ، وترتيب موازين الحياة كما يراها . الحياة ، مجموعة من الحكايات ، كل منا يعبر عنها كيفما يشاء . البعض مشافهة ، والبعض الآخر منا يكتبها .
انا بكل ببساطة كتبت حكاياتي للآخرين . كتبتها كما أراها ، وكما أظنها قد وقعت بالفعل . فكانت تلك الحكايات المكتوبة ، التي قرأها الناس . فأنا أكتب القصة والرواية ، بقلبي ، واكتب البحوث التاريخية والإدارية بعقلي .
س2/ اضافة للكتابة أنت مقدم لبرنامج تلفزيوني “لقاء و موضوع” مثل هذه الحصص هل تضيف للك الجديد في عالم الكتابة ؟
في البداية أنا خريج قسم الاعلام ، صحافة . من جامعة الملك سعود بالرياض ، وعملت صحفيا متعاونا في الصحف المحلية السعودية ، لسنوات طويلة . عملي في مجال الاعلام هو جزء من تجربتي المهنية والحياتية الشاملة . ولذلك فتجربتي متنوعة بتنوع نشاطاتي في مجال الصحافة والتلفزيون والكتاب . وهي بلا شك إضافة الى مشواري الادبي ، ومساهمة مني في رصد وتوثيق الحركة الثقافية المحلية . هذا التوثيق مهم للأجيال اللاحقة بلا شك .
س3/ اللغة بالنسبة للروائي حسن الشيخ” هل هي مسألة معرفة وحسن تذوق أم انه الحرص على انتاج نص سردي متميز ؟
أظن ن الحرص على انتاج نص سردي متميز ، نابع من تذوق اللغة . تذوق مدلولات وقع الكلمات على النفس الإنسانية . كيف يمكن وقع الكلمات على المتلقي . كيف يمكن لنا ان نتذوق اللغة دون معرفة بدلالاتها ومعانيها . طبعا هذا الأمر نسبي . لا أحد يمكنه الادعاء انه عرف كل دلالات اللغة . ليس لان اللغة العربية بهذه الضخامة والشمول والعمق اللغوي فقط ، بل لان للغتنا العربية لهجات محلية . مفردات اللهجات المحلية لها دلالات ومعاني لا حصر لها ، على امتداد بقة الوطن العربي .
انا شخصيا أكتب ( بثلاث لغات ) عربية من حيث المضامين والادلالة والأسلوب . أسلوب خاص بالإبداع ، والثاني خاص بالبحوث الإدارية والتاريخية ، والثالث يختص بالكتابة الصحفية . الأساليب متنوعة . الكتابة الصحفية ، قطعا لا تصلح لان تكتب بها العمل الإبداعي . والأسلوب الادبي ، لا يصلح للبحوث العلمية .
( الكوت )هي الرواية ما قبل الأخيرة ، وقد سبقتها العديد من الاعمال الروائية والقصصية . ولعل الكثير ممن كتب عن تجربتي السردية ، أشار الى بطولة المكان في تلك الاعمال . والمكان هو ذاكرة الناس و الاحداث والتاريخ . المكان وحتى وان كان ( فراغا ) بمعنى بلا ناس ولا شخصيات ، هو مسكون قبل اليوم بالناس والتاريخ . البناء ( الأطلال ) هو مليء بالناس والأفكار والحركة قبا أن يكون اطلالا .
س4/ على الصعيد الروائي صدرت لك عدة مؤلفات إلا ان رواية “الكوت ” و ” رجال بلا أجنحة ” آخرها تحمل ذاكرة المكان والزمان هلا حدثنا عنهما قليلا؟
أريد ان أقول ان ذاكرة المكان والزمان من الصعب فصلهما عن بعض . ( الكوت ) هي حكاية من تاريخنا الأسطوري . حكاية الناس البسطاء الذين عاشوا يوما في منطقة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية . وعلى ساحل الخليج العربي – ومنذ القدم – حدثت أحداثا ، تداخل فيها الخيال والواقع والاسطورة . فكانت الكوت تحكي عن هؤلاء الناس البسطاء . الناس العاديين .
وسبق رواية ( الكوت) عدة روايات ومجموعات قصصية . منذ بداية مجموعاتي القصصية ( ولادة فارس قبيلة المطاريد ) مرورا ب ( حافلة الأحساء ) و ( المقبرة ) وانتهاء ب ( محطة الهفوف ) . هناك أعمال قصصية ورواية عديدة .
ورواية ،( رجال بلا أجنحة) هي رواية جديدة معقدة البناء الحكائي . وبها هموم و مشاعروأحلام المثقفين العرب المسحوقين في عالمنا العربي .
س5/ صدرت لك عدة مؤلفات في أجناس ادبية مختلفة الشعر و الرواية و القصة مما يؤكد ان لك تجربة قوية مع النشر هل واجهت صعوبات في الأمر ؟
تجربة طبع الاعمال ونشرها . هي العقبة الكبرى امام الكتاب والمبدعين . اذا كانت الكتابة نوع من أنواع التحدي ، فان التحدي الأكبر هو الطبع والتوزيع . اظن ان الصعوبات التي واجهتها متشابهة الى حد بعيد مع الصعوبات التي واجهها معظم الكتاب لأول مرة . الصراع مع دور النشر ، والشحن ، والتوزيع ، و التسويق ، والحقوق . حكايات لا تنتهي ابدا . ولكن المنتصر فيها أخيرا هي دور النشر .
ولكن لا بد من الإشارة الى انني لم أكتب الشعر . لست شاعرا . لي بعض ( الخواطر الشعرية ) القديمة ، ولكنها لم تنشر . البعض منها ، كتبته على صفحات التواصل الاجتماعي . كتاباتي في مجالات البحوث الإدارية ، والتاريخية ، بالإضافة الى القصة والرواية . وعلى سبيل المثال نشرت مجموعة من الكتب الإدارية مثل ( الادارة بين يديك ) و( السلوك الإداري ) و ( معجم المصطلحات الإدارية ) . وغيرها من الكتب الأخرى .
س 6/ مجموعتك القصصية القصيرة جدا والتي صدرت لك مؤخرا وتحمل عنوان ” حينما ابتلعت القمر ،، عنوان يغري القاريء على تصفح ما بداخله؟؟ رمزية العنوان يمكن ان نعتبره اختيارا مقصودا لتمرير الموروث الثقافي و الواقع المعاش…فما رأيك؟
مجموعة ( حينما ابتلعت القمر ) وطالما انها من القصص القصيرة جدا ، فقد كان من الممكن ان تتنوع النصوص . نصوص رمزية ، ومباشرة ، و خيالية أحيانا . هناك تنوع فريد في القصص القصيرة جدا ، مستفيدا من ساحة المكان الواسعة . و نص حينما ابتلعت القمر تحديدا ، مليء بالرموز الحياتية . والحقيقة كما أشار السؤال ، المجموعة فيها تمرير ، ورصد ، بل ونقد ، للعديد من الموروث الثقافي ، والظواهر السلبية الاجتماعية . ولكن القاص ، لا يكتب بلغة صحفية مباشرة . القاص يلجأ للترميز ، والتلميح . يكتب بلغة أدبية ، لرصد الواقع الاجتماعي .
س8/كلمة طيبة للقارئ الكريم
كل التوفيق على جهودها ، في مسايرة الحركة الثقافية في الوطن العربي . اشكر لهم هذه الاستضافة الطيبة . وأتمنى أن نقرأ لبعضنا البعض في المشرق والمغرب العربي . وأتمنى ان يستمر هذا التواصل بين كتاب وادباء المشرق والمغرب ، وخاصة واننا نعيش عصر التكنلوجيا والانترنت ، الذي قرب بالفعل من الادباء والمتلقين في أصقاع الدنيا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات