حديث السبق لقيادة المبادرات

140

حديث السبق لقيادة المبادرات

حشاني زغيدي

 

كانت لنا زيارة خفيفة مع صديق و أخ ، نعود مريضا في إحدى قرى بلديات ولايتنا، و نحن نقطع طريقنا كان لنا حديث دافيء استحضرنا فيه بعض معاني الزيارة. ، حيث طاف بي صديقي في بعض الدروس التربوية ،نحن في أمس الحاجة إليها ،حيث أننا افتقدنا الكثير من معاني الإيجابية ، أصبحنا نهمل معاملات بسيطة و لكنها في ميزان الحسنات لها أثرها الكبير .

فكم نحن بحاجة لفقة مسابقة الخيرات ، و هي ميدان واسع في التنافس على خدمات النفع العام ،كم نحن بحاجة التخطيط للمبادرات،حيث يكون التنافس بين مكونات المجتمع دافعه تحقيق السبق لتجسيد مشاريع نفعية أو خدمات إنسانية ،يكون السبق فيها لتحقيق أهدافها النفعية ، و من خلالها تحقيق التميز في قيادة المبادرات ، فيكون الواحد فينا أسرع من البرق في تقديم المساعدة ، أسرع في تقديم العون ،أسرع في الإغاثة ، و هي معايير حقيقية لنضج المجتمع ، هي وحدها تحدد ملمح خيرية المجتمع .

قد تكون المبادرة تقديم أفكار أو مقترحات أو خطط أو مشاريع نفعية، قد نسميها النصح للأمة، و قد تكون خدمات عاى شكل مشاريع نفعية كحفر بئر ، أو بناء مدرسة أو جامعة أو مستشفى، أو مشاركة في عمل إغاثة إنساني لمحاربة الجوع و المرض و محو الأمية و هي مشاريع كان سلفنا الصالح نماذج حية في السبق بالخيرات ، لعلي وجدت هذا المعنى في كتاب طالعته و أنا شاب ، عنوانه (من روائع حضارتنا) للدكتور السوري مصطفى السباعي رحمه الله دون فيه روائع حضارتنا و تميزها في هذا المجال الإنساني الخدمي .
و في نهاية هذا الحديث أحببت أن أقدم نموذجا حيا لهذه الأفكار المعروضة تلخص روح السبق و المسارعةلتي تميز الفرد الإيجابي عن غيره .

كما جاء في الذرر السنية.
( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ هل أصبحَ أحدٌ منكمُ اليومَ صائمًا فسكتوا فقالَ أبو بكرٍ أنا يا رسولَ اللَّهِ ثمَّ قالَ هل عادَ أحدٌ منكمُ اليومَ مريضًا فسكتوا فقالَ أبو بكرٍ أنا يا رسولَ اللَّهِ ثمَّ قالَ هل تصدَّقَ أحدٌ منكمُ اليومَ بصدقةٍ فسكتوا فقالَ أبو بكرٍ أنا يا رسولَ اللَّهِ فضحكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى استعلى بهِ الضَّحكُ ثمَّ قالَ والَّذي نفسي بيدِهِ ما جمعهنَّ في يومٍ واحدٍ إلَّا مؤمنٌ وإلَّا دخلَ [بهنَّ] الجنَّة)

الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 3/166 | خلاصة حكم المحدث : فيه عبيد الله بن زحر وفيه كلام وقد وثق.

وفي الحديثِ:إشارة لتحبيب سبق المبادرة في الأعمالِ الصَّالحةِ؛ مثل الصِّيامِ، والصَّدَقَةِ، وإطعامِ المساكينِ، وزيارةِ المريضِ،و غيرها كثير … و هي أعمال تحدد خصال الصلاح و الخيرية في المجتمع و هي أعمال تكونُ سَببًا في دُخولِ الجنَّةِ و نيل رضى الله عز وجل .

 

الأستاذ حشاني زغيدي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع