إلى أبي ، إلى من وقف ندًا لي ، إلى من كان خصمًا في محكمة الدنيا وكاسر القوارير ،إلى الأسد الذي أنهى حياة فريستُه بانقباضه واحده ، إلى قانون الغاب ؛الذي حكم على ذات ثامنة عشر ربيعًا و إسقاط حق النفقه عليها .
إلى القاضي وجلاد الأرض وظالم العباد .
اليوم أتممت الثلاثين خريفًا ، الحاصلة على شهادة الدكتوراة في القانون، نعم درست قانون الغاب صاحب أعظم كسور حواء، تلك المخلوقة من ضلع آدم ، كيف لضلع أن يكسر جزءا منه ؟
لقد كنت أبي ، كان وجودك يحوّل عادية الأيام إلى دفىء وطمأنينة .
هل كنت تريد إسقاط أسمك من بعد إسمي؟
لقد أصبحت امرأة القانون يتدفق العدل من بين أصابعي ، أتغذّى على وجع الأمس و تُلهمني كسور الماضي ، لم أسمح لمن سلب حقي أن يعود في ثوب المظلوم.
ثمانِ وعشرون حرفًا وقفت عاجزة عن وصف ما مررت به ، لقد كانت بداية النهاية . بداية العمل والاجتهاد و الجد المتواصل لأصل لما أنا عليه اليوم
نهاية الخوف والغضب والاستنكار ما فعله العالم بي .
دعني أحدثك عن نفسي بصيغة الجمع فقد كنتُ أنا و آمالي و دموعي وخوفي معا ، لقد انتشلت نفسي من رماديّتي و حُزني مُشتعلتًا بحُرقة الأمس كطيرٍ في قفص تؤلمني اجنحتي إلى دنيا تشبه الأحلام .
لم أجد من يمسح على قلبي ويذهب حُزني غير الدعاء
رنا محمد علي

المقال السابق