تلك هي روحي
شعر: أديب كمال الدين
سألني سائلٌ: متى تَتَلفّت القصيدة؟
قلتُ: حينَ تبحثُ عن حرفٍ
ينقذُها ممّا هي فيه.
*
قالَ: متى ينبغي على الملوكِ أن ينتحروا؟
قلتُ: إذا صاروا شُعَراء.
ضحكَ وسألني ثانيةً:
هل القصيدةُ ملكةٌ قتيلة؟
قلتُ: نعم، والقاتلُ مجهول.
*
قالَ: مِن أيّ بابٍ دخلتَ إلى الشِّعْر؟
قلتُ: من بابِ الاضطرار.
قالَ: هذا بابٌ هائلٌ، صفْهُ لي أرجوك.
قلتُ: هو مِن هَوْله لا يُوصَفُ أبداً.
*
قالَ: البارحة قرأتُ لكَ مَرثيّةً لروحٍ لم تمتْ بعد.
قلتُ: نعم، تلكَ هي روحي.
*
قالَ: بأيِّ ملعقةٍ ينبغي قياس الشِّعْر؟
قلتُ: بملعقةِ الألم.
*
قالَ: مَن علّمكَ كتابةَ الشِّعْر؟
قلتُ : الموت.
قالَ: لكنّكَ حيّ!
قلتُ: نعم، أنا الميّت الحيّ.
*
قالَ: هل تستطيعُ المرأةُ كتابةَ الشِّعْر؟
قلتُ: نعم، إذا كانتْ لا تُحْسِنُ فَنَّ القُبْلَة.
*
قالَ: هل البحرُ شاعرٌ؟
قلتُ: نعم، كلُّ بحرٍ هو شاعر.
قالَ: والأنهار؟
قلتُ: لا، ما عدا الفرات فهو شاعرٌ خطير.
قالَ: ودجلة؟
قلتُ: تلكَ مُطربةٌ وممثّلةٌ من طرازٍ فريد.
*
قالَ: هل سمعتَ بسوقِ الشِّعْر؟
قلتُ: هو أسوأ الأسواق.
*
قالَ: مَن يسرقُ القصائد؟
قلتُ: الأغبياءُ والمُهرّجون.
قالَ: واللصوص؟
قلتُ: اللصوصُ لا يسرقون الشِّعْر
لأنّهم يكرهون الأبجديّة.
*
قالَ: متى تستطيعُ القصيدةُ الطيران؟
قلتُ: حينَ تكونُ أجنحتُها مِن دموع.
*******************
شاعر عراقي مقيم في أستراليا