سردار محمد سعيد/
1 الخمر وتحريمها
علمياً الخمر هي من الكحول وهناك الكحول المسمى بالمثيلي والكحول الأثيلي
والأول يصنع من حرق الخشب وصيغته الجزيئية هي
CH4O
وتناوله يسبب السرطان وربما العمى وعامة هو سام ولا يستعمل للشرب والآخرينتج من تخمير السكريات كالعنب وسكر القصب والتفاح والشمندر والتمرويسمى الإيثانول وصيغته الجزيئية هي
C2 H6 O
يستعمل في المشروبات الكحولية وفي العطور وفي بعض المحركات الميكانيكية ، وكمعقم للجروح وتطهير السطوح
ولا يوجد نص قرآني يحرم شرب الخمروأفضل تفسير للتحريم هو ماكان قليله مسكر فكثرته حرام ولقد جاء النص القرآني
” يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” المائدة 90
هنا الايه تتحدث عن الخمر والأنصاب والأزلام وليس عن الخمر تحديداً ووصفه تعالى بالرجس والأمر الذي أمرنا به في نص الاية الكريمة هو الإجتناب ، وأجد أن التحريم يأتي من كلمة رجس
الرجس لغوياً هو القذارة وعكسه هو الطهارة فمن الاية نفهم أن معاقر الخمرة قذر والقذر لايحل صيامه وصلاته وحتى القراءة المباشرة لكتاب لذلك ذكر الطهارة وبصيغة المفعول المطلق في الاية ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا” الأحزاب 33
نلاحظ أن الطهارة تكون بعد ذهاب الرجس وبما أن الكتاب يقرر أن شرب الخمرة هو رجس فيكون الشارب قذر حتماً.
ولقد جاء في سورة البقرة ” يسألونك عن الخمر والميسر قل فيما إثم كبير ومنافع للناس ” البقرة 219وفي هذه الاية ا لكريمة بصريح القول ان فيها منافع ولنرجع الى التفسير العلمي للكحول الأثيلي نجد معنى المنافع .
وفي الحقيقة نجد أن القرآن الكريم يقول بلذة شرب الخمرلذلك هو موجود في الجنة بشكل أنهاروليس كما هو الدنيا بداخل دنان لكن خمرالجنة غير مسكر ” وأنهار من خمر لذة للشاربين ” محمد 15 .
2 المدة الزمنية من آدم لنوح
ما ورد في العهد القديم المدة الزمنية بحدود 10 آلاف عام وهذا عدد قليل جداً لسبب بسيط هو أن زمن نوح هو زمن حضارة نسبة إلى عهد آدم البدائي إذ كانت الحياة على سطح الأرض قد بدأت للتو لذلك فالمدة بين اللاحضارة والحضارة لابد أن تكون طويلة تصل إلى مئات الالاف من السنين وربما اكثر.
في زمن آدم كان البشرجهلة في أبسط أنواع الحاجات الإنسانية والمجتمعية ومنها اللباس فلم يتوصلوا إلى ستر الأجساد بجلود الحيوانات مثلاً أواستعمال الصوف والقطن في الحياكة اليدوية والنسج ولا نعرف بعد كم من الدهور بدأ مثلاً النول أو متى عرفت زراعة القطن ومتى استثمر الصوف والريش وكل ما نعرفه ما أخبرنا عنه الذكر الحكيم من أن آدم وزوجه حواء كانا يستران جسدهما بلباس يخصفانه من اوراق الأشجار ” فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى” طه 121 ، ومن هنا تبدو لنا البدائية والجهل في حين أننا ندرك عظمة التقدم والتصنيع والتعدين زمن نوح وهذا التقدم العلمي هو الذي أهله لصناعة سفيتة ضخمة .
إن سفينة نوح قامت على عدد كبير من الألواح الخشبية ولو تذكرنا أن قطع شجرة عملية غير صعبة لكن قطع الشجرة بشكل ألواح عملية ليست سهلة أبداً في تحتاج إلى آلات قطع مناسبة كالمناشير ولا ننسى بأن المنشار آلة بسيطة حضارية تصنع من المعادن فماذا يعني هذا ؟ يعني أن المعادن مكتشفة والتعدين بلغ مستويات رفيعة فلنتثبت من هذا فيما أخبرنا به التنزيل ” وحملناه على ذات ألواح ودسر ” القمر 13 إذن فهي مبنية من ألواح ولكن كيف ثبتت مع بعضها فالآية توضح لنا ذلك ، كيف ؟ باستعمال الدسر والدسر هي المسامير وصناعة المسامير بحد ذاتها مسألة حضارة متقدمة تعدينا واستثماراً ، خلاصة القول أن بين البدائية في صنع اللباس بخصف الورق وبين تقطيع الألواح بوساطة آلات وصناعة المسامير بون شاسع ومدة زمنية تفوق ما يذكر.
3 أقمصة يوسف
في قصة يوسف ورد ذكر القميص ثلاث مرات وهذا التكرار ليس لغوياً للتأكيد مثلاً بل ثلاثة أقمصة دورهم مختلف الواحد عن الآخر في سياق النص والقميص الأول قميص كيد الذكور والقميص الثاني قميص كيد النساء والقميص الثالث قميص خير وبركة واعجاز وتعبر عن مراحل عمرية مختلفة فالأول في مرحلة طفولة يوسف عندما راى أن أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدة له فقال الأب ” قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا…..” يوسف5
وصدق حدس الأب عندما ألقوا يوسف في الجب وجاءوا أباهم يبكون مدعين أن يوسف قد أكلة الذئب وهنا في هذه الحادثة المزعومة جاء ذكرالقميص الأول
” وجاءوا اباهم عشاء يبكون ” يوسف 16 و” وجاءوا على قميصه بدم كذب ….. ” يوسف 18 إذن فقميص يوسف الملطخ بدم كذب هو من كيد الذكور .
أما الثاني هو قميصه عندما بلغ أشده وراودته امرأة العزيز ” وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك ….” يوسف 23 فأبى وهرب منها فجرت خلفة وأمسكت بقميصه من دبر فقدته ” واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر ………” يوسف 25 وهذا من كيد النساء ” فلما رأى قميصه قدّ من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ” يوسف 28 .
اما قميص يوسف عندما صار (مكين امين) وغدا عزيز مصرطلب من اخوته أن يأخذوا بقميصه ويلقوه على وجه أبيهم فبقدرة الله سيرتد بصيراً بعد أن ابيضت عيناه من الحزن ” اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ……:” يوسف 93 وعندما ألقوه على وجهه ارتد بصيراً ولهذا السبب اسميته القميص المعجز.
سردار محمد سعيد
اربيل