تدبري بعض آيات الذكرالحكيم جزء 1

163

سردار محمد سعيد/

هذا التدبرذاتي وفهم ناتج عن تكرارقراءاتي ودراستي لسور القرآن الكريم الجليلة ، واستندت فيها على معلوماتي العلميّة والأدبية البسيطة ونأيت وابتعدت عن السرد والإنشاء والتأمل الروائي غيرالمستند على حجة وسند بآية منزّلة أو قانون وضعي تخضع له فرضيات مقبولة عقلاً ولا تتعارض مع الأيمان بالغيبيات المسلّم بها ،وقد اخطىء فيما أتناوله وقدلا يعجب مَن جعل نفسه وصيّاً على حريّة التدبروالتفكرناسياً متغافلاً أن الدين للناس جميعاً فإن تحجج بمسألة الفرق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون فذاك دليل أنه قليل العلم والدراية، وفي الأحوال كافة فنحن أقل بكثيرعلماً من عالم السماوات والأرض وما بينهما .
هدانا تعالى إلى سواء السبيل .

1
ما الخيرالمنزّل على النبي موسى؟.
ورؤيتي للخيرالذي أنزله تتابعاً عليه تعالى ، فأرى أنه لم يعط نبي أو رسول ما اعطاه لموسى،فأي خيريعظم سماع الله وتكليمه وكان أن كلّم الله الأنبياء وحياً وبعض الناس المخلَصين مثل أم موسى ومريم .
،وشرف تسمية كليم اللة مابعدة شرف وخيرعطية تعطى لبشرلا تقارن بها أية عطية.
الخير لغة ضد الشر،وقد قابل تعالى الخير بالشّرذكراً،فورد في الزلزلة 7،8 “فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره” ” ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ” وقال في المعارج20،21 “إذا مسه الشرجزوعا” ،” وإذا مسه الخيرمنوعا ” إذن فالشّر هوضديد الخير .
لكن ذكرلفظة الخيرلوحدها في نص تعني الكرم أوالشرف عن ابن الأعرابي ، والهيئة والأصل عند اللحياني .
وبشكل أعم يعني الأفضل ،فورد في التنزيل ” .. قال أنا خيرمنه خلقتني من نار وخلقته من طين ” الأعراف12، لكن ماشاع بين الناس بمعنى المال وهذا وارد في التنزيل في البقرة 180″ …إن ترك خيراً الوصية ….”
بمعنى المال كما في تفسير الطبري .
إن تنوع الخيروتعدده يدل عليه قول تعالى “وللآخرة خير لك من الأولى ” في الضحى 4 تعني أن في الأخرة تعدد انواع الخيرفما يجده المؤمنون عند الله من ثواب فهو الخير كما ورد في سورة البقرة آية 110 “…وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوة عند الله ..”وفي المزمل 20 ” …….وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هوخيراً وأعظم أجراً ” .
وقال في التوبة” ……واؤلئك لهم الخيرات ” التوبة 88 وقال في الرحمن “فيهن خيرات حسان ” الرحمن 70 بمعنى خيرات الأخلاق بتشديد الياء ويقال الخيرة من النساء الكريمة الحسب الكثيرة المال .
تدبر “……….فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير” القصص 24
وكامل القراءة أن موسى ولم يبعث بعد وصل إلى مدين هارباً من آل فرعون ولم يكن معه زاد أومال فيحق لنا السؤال : ماالخيرالمنزل إلى موسى ؟ وما المقصود بأنه فقير ؟ وبالتدبرنجد أن لفظتي خير وفقيرتجاورتا فنفطن إلى أن الفقر لا يعني قلة المال والغنى المادي كما هو سائد بين الناس بل هوفقدان الكثير مما في الحياة من صحة وآمان وأمور شخصية كالزواج وتكوين أسرة ، والقدرة على مواجهة عوارض الزمن ،وإن نقص الهداية وإداء وممارسة شعائردين المرء لهو فقر.
كان موسى يتمتع بقوة جسمانية هائلة ” ….. فوكزه موسى فقضى عليه …. ” القصص 15 ، والا كيف بضربة كف يقتل بشراّ دون آلة حادة كسيف أوخنجر أو على الأقل عصاة التي له بها مآرب أخرى .
أليس تلك القوة خير منزّل ؟ وقد أحسن بتوظيف قوته في حين لم يحسن سابقاً فقال في الأية نفسها ” قال هذا من عمل الشيطان ” فوظف القوة في الحسنىى حين سقى للفتاتين متدافعاً مع الرعاء ،مما دعى ابنة شعيب
بوصفه بالقوي الأمين ” قالت يا ابت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ”
القصص 26ولقد وصف عفريت من الجن نفسه بها،عندما استأذن من سليمان بالإتيان بعرش بلقيس” قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين “النمل 39
ثم أليست الأمانة من الخير المنزل ولها مكانة ومنزلة عند تعالى لذا قال في التنزيل “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا”الأحزاب72 ؟!!!
فنبينا أكرم الخلق كان يوصف بالصادق الأمين ،وليس القوي.
وهكذا بدأت الخيرات تتوالى على موسى
فما أكثرالخيرإذ يُخطب الذكرلإنثى والمتعارف عليه العكس يقوم الأب بخطبة رجل لابنته، ولكن الخير هنا مضاعف إذ لم تعرض على موسى أنثى بعينها بل ترك له أن يختارواحدة من أختين وهذا التصرف من شعيب لأنه وجد في موسى أهلاً ووثق من قوته وامانته، ” قال إني أريد أن أُنكحك إحدى ابنتي هاتين …” .
ووصلنا إلى الحدث العظيم في أثناء العودة إلى مصرفقد آنس ناراً فقال لأهله ” إني آنست ” فكانت المفاجأة فقد كلمه الله وبعثه نبياً لبني اسرائيل وهذا هوالخير الذي لا يضاهى ومن هنا فول الخلق في موسى كليم الله .
سردت في هذه المدة من حياة موسى جملة من الخيرات التي أنزلها الله عليه ومنها معجزته في تكليم الله جل جلاله.

2
الإنفطار
الإنفطار ظاهريّاً هو شرخ أوكسر في منطقة محدودة دون انفصال كلّي كما هوفي القطع ،ولغة الإنفطار هو الإنشقاق وتفطّر بمعنى تشقق والفطر الشق وجمعه فطور،ففي التنزيل ” ……فارجع البصرهل ترى من فطور”الملك 3 و “السماء منفطربه كان وعدة مفعولا” المزمل 18و”الحمد لله فاطر السماوات والأرض …..” فاطر1بمعنى الإبتداء فهو خالقهما أي فاطرهما بمعنى واحد ،فقوله تعالى ” إلاالذي فطرني فإنه سيهدين ” الزخرف 27 تأكيد على معنى الفطور يعني الخلق و” ….فطرت الناس التي فطر الناس عليها ………” الروم 30وهو ابتداء الخلق.
وطالما أوقفتني سورة الإنفطار”إذا السماءانفطرت 1 وإذا الكواكب انتثرت2 وإذا البحارفجرت3 وإذا القبور بعثرت 4 علمت نفس ما قدمت وأخرت5 ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم 6 الذي خلقك فسواك فعدلك 7 في أي صورة ما شاء ركبك8 ………..” الإنفطارمن 1 إلى 8 .فعلى قصرها رأيت فيها من العلم وإعجازه ما غرب عن بال كبار المفسرين لقلة ما في جعبتهم من علم مادي في زمنهم
وهنا لا بد من التدخل العلمي المادي في التفسير، ومن العجب العجاب أنه يتوافق تماماً مع الآيات الكريمات السابقات ، فالإنفطاريعني زوال قوى التماسك التي تشد منطقة الإنفطارإلى بعضها ،وبهذا فإن كل ما يسند ما موجود في المنطقة يفقد القوى التي تشدها إلى بعض وإلى الحيز الذي يحتويهما وهو السماء هنا ،ودليلي هو إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت فتخبرنا الآية الكريمة بما يتبع زوال قوى التماسك فتناثر ما هو يمسكها وهنا الكواكب ولم يقل النجوم فإن ذلك سيؤدي الأى حريق هائل ولكنه قال سبحانه وإذا البحار فجرت وإذا القبور تبعثرت ، بمعنى أن ما في داخلها وهم الموتى سيتناثرون ولهذا انتقل سبحانه إلى مسائلة الإنسان بقوله ماغرك بربك الكريم ، أي أت هناك تسلسل في الآية من السماء إلى باطن الثرى فأولاً حصول الإنفطاروثانيا تناثر الكواكب وتفجير البحار وتبعثر القبور ثم السؤال الموجه للإنسان

3الخوف

الخوف لغة هو الفزع ، ويقال ايضاً خيفة كما في قوله تعالى ” واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ” والخوف القتال كما في قوله تعالى ” ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال “البقرة 155والذعروالخشية بمعنى الخوف، ولكم تشجيني الآية 21 من سورة الحشر” لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله….. ” الحشر 21وذكرت الخشية في سورة طه “إلا تذكرة لمن يحشى ” طه 3 وقال تعالى ” فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا ” وخشية املاق”،وتكرر ذكر الخشية في الأحزاب مرتين في آيتين هما الأيه 37 ” ……وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه …..” والآية 39 ” الذين يبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيبا ”
والخوف سمة طبيعية تعتري الكائن الحي من انسان وحيوان وتصاحبه جملة مظاهرمثل تزايد ضربات القلب والقضقضة والقشعريرة وحركات الوجه وربما الصراخ والخمش بالأظفار والرعشات والإرتجاف ،وبعض الإفرازات الظاهرية كالتبول والإسهال.
ويختلف الخوف عند الانسان عن الحيوان في نقطة مهمة وهي ان الانسان يخاف مما يرى ومما لا يرى مما يعقله في حين ان الحيوان يخاف مما يرى كخطر مداهم من قبل حيوان اخراقوى منه او صائد او حالة جوية كالمطروالضباب والعواصف الترابية وسقوط الحجارة والصواعق والزلازل ، فالإنسان يخاف كل المظاهر المادية التي يخافها الحيوان لكنه يخاف أيضاً من الغيبيات وعلى رأسها مخافة الله ومخافة يوم القيامة ومخافة عذاب النار والجحيم ومخافة الموت ووحشة القبروالحساب ،ولأن الأنبياء والمرسلين هم عباد الله توافر فيهم ما أهلهم للمنزلة النفيسة فاختارهم تعالى منذرين ومبشرين لكنهم كعباد فمثل سائر البشر فيما يشعرون من فرح وحزن ولذائذ وسمات إنسانية كالخوف والشجاعة والهدوء والرحمة والمودة والحب والكره والتعصب والإحتقان
ولقد رايت أن الخوف والخشية أخذتا حيّزاً ومساحة في الذكر الحكيم جعلتني أنتبه لها ومما يدل على أنها صفة انسانية تخص عباد الله جميعاً ،فإن الخوف اعترى أنبياء الله ففي سورة مريم وهنا خوف النبي زكريّا” وإني خفت الموالي من ورائي…” مريم 5 وقول النبي يعقوب في سورة يوسف ” قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وانتم عنه غافلون ” يوسف 13 .
وردت لفظة خوف ومشتقاتها في مواضع عدة من التنزيل الحكيم لكني رأيت أن عبارة واحدة تكررت بوضوخ وهي ” لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ” كما هي في البقرة 38 و 62 و 262 و274 وفي آل عمران 170وفي المائدة69 وفي الأنعام48 وفي الأعراف 35 و 48 وفي يونس62 و83 يونس62 و الأحقاف13 .
ووجدت ان لفظة خوف تكررت أكثر من مرة في سورة واحدة بعينها هي سورة القصص وبتعبيرات مختلفة الغاية لذا أرى أنها تفضل غيرها في التفصيل..
تدورحوادث سورة القصص عن ولادة موسى إلى ان بلغ أشده فتى قويّا أميناًوأنعم الله عليه بزوجة هي ابنة نبي ثم سار باهله تلقاء مصر وفي أثناء الطريق كلمه الله تعالى فبعثه إلى بني إسرائيل نبياً وأمرة ان يتصدى للطاغية فرعون وسحرته فطلب من الله ان يبعث اخاه هارون نبياً ،فاستجاب لطلبه .
ففي البداية والإيحاء إلى أم موسى في آية 7 وردت لفظة خوف ثلاثة مرتين بصيغتي خفت وتخافي
” وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولاتخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين “.
فلما بلغ موسى أشده ووهبه الله قوة فوكز رجلاً من عدوه فقضى عليه فاجتمع الملأ ليقتلوه فخرج من المدينة خائفاً يترقب .
” فخرج منها خائفاً يترقب ……..” 21 القصص
وتوجه تلقاء مدين وهناك في ماء مدين سقى للمرأتين ثم جاءته احداهما تدعوه ليلتقي بأبيها فلما قص موسى قصته قال الأب
” فلما جاءه وقص عليه القصص قال لاتخف نجوت من القوم الظالمين “القصص 25 .
ولما سار باهله وحدث أن آنس ناراً فلما أتاها وكلمه تعالى ثم ألقى عصاه فاهتزت كأنها جان فولى هارباً فناداه تعالى
” …. يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين ” القصص 31
وأمره تعالى بمفارعة الطاغية فرعون ،فتذكر موسى فعلته
“قال رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون ” القصص 33
وطلب من ربه أن يبعث هارون أخاه نبياً لأنه أفصح منه لساناً فاستجاب لدعواه
“…….إني أخاف أن يكذبون ” القصص 34
وبعد القصص أرى أن سورة طه فيها أيضاً فيها تكرارللفظةخوف ففي الآية 21 “خذها ولاتحف سنعيدها سيرتها الأولى” وفي الأية 67 “فأوجس في نفسه خيفة موسى ” و بصيغة خشية ” قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا رأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني اسرائيل ….” طه94 .
وقد وردت في سورة مريم “…وإني خفت الموالي من ورائي…. “مريم5
وفي يوسف13″.. وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون” .

4اللون
اللون علميّاً صفة الضوء التي تعتمد على ترددة ، ويخلط العامة بين لون وصبغة فاللون ضوء والصبغة مادة تعكس لوناً معيناً أي تردداً واحداً أو أكثر فإذا عكست الألوان كلها بدت بيضاء وإذا امتصت الألوان كلها بدت بلا لون وسميت سوداء لذا فإن السواد ليس بلون لأنه لا يأتي العين منه أي شيء ،ومن العجيب أن هذا ذكر في محكم التنزيل ولم يفقهه القدماء من الناس هذا لأن حدود العلم المادي كانت بسيطة وكل الإعتناء كان منصباً على اللغة والرواية والسرد والتأمل الذاتي ، والآية الكريمة في سورة فاطرتؤكد ذلك ” الم تر أن الله أنزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ” فاطر27 غن القول هنا عن الألوان فمن الرأي الذاتي أن يبحث شيء آخر ويدرج تحت باب الإعجاز القرآني ولوانه يضيف معلومات جيلوجية ولي دليلان على هذا الأول هوفصل الغرابيب السود عن بقية الوان الجدد ولا سيما إذا تأملنا العبارة أنزلنا من السماء ماء والماء بلا لون لكنه أكد اللون بعبارة فأخرجنا به ثمرات مختلفة لوناً ثم انتقل لعبارة تليها مباشرة فذكر الجدد حمراء وبيضاء وأكد مرة ثانية اختلاف اللون إذن فاللون هنا يتمتع بالمنزلة الأولى ولكن من جديد لماذا جاء بالغرابيب وما علاقتها بالثمرات أو الجدد ؟ ورؤيتي تتجسد في أن الثمارنبات والجدد جماد والغرابيب من الحيوان فشملت الآية الخلق من جماد ونبات وحيوان ،وبما أن محورالآية هو الحديث عن اللون فكانت الغرابيب مثال عن السوا د وقد يقول قائل هناك من الحيوان من له صفة السواد ،فارى أن المواد تتباين سواداتها على وفق نسب امتاصها للألوان وكلما كان امتصاصها بنسبة كبيرة عبرنا عن السواد بأنة قاتم أو حالك أو فاحم وإذا تأملنا الحيوانات السود فلن نجد أشد سواداً من الغرابيب ، فاتخذها مثلاً.
يعرف الخلق أن الثماروالجدد مختلفة الألوان كونها تحت ناظريه أوفي متناول يديه ولكنه قد لا يعرف أن السواد ليس بلون لذا جاء ذكر الغرابيب السود ، والدليل الآخرعلى أن الآية الكريمة تتحدث أولاً عن اللون ماجاء في الآية التي تلتها مباشرة ” ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفور”فاطر28 ومن الجميل هنا تدبر لفظة (كذلك ) .
وذكرت الألوان في مواضع أخرى في التنزيل الحكيم ” قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ” البقرة69 ومما يلاحظ تكرر لفظة لون وكان يمكن الاكتفاء بعبارة صفراء ، ويلاحظ في الآية التي تلتها عبارة لا شية فيها فقال المفسرون ،أنه البرص ولي معنى آخر وهو أن اللون الأصفر كتردد لو خالطه أي لون آخر لما كان الصفار فاقعاً .
وذكرت في النحل والروم وفاطروالزمر
غير أن صفة الخضار أطلقت على عبد صالح حباه الله علما ولم يذكر اسمه في التنزيل وسماه الناس والمفسرون والرواة بـ الخضر بفتح الخاء وكسرالضاء ، أما لماذا سمي بهذا الإسم وهو صفة للنبات فهل كان أخضر اللون ،لا فالروايات قعلى تنوع تعابيرها تتفق على أنه بدا بلون أخضر عندما جلس على بساط أو بجاد او فروة ، فتحركت تحته أو اهتزت فبدت خضراء وهذه الرواية فيها كثير من الصحة والعلمية فالأول الحركة والإهتزاز أي أن هناك تردد محدد وهذا من صفة الترددات اللونية ، والأخرهو لفظ بدت خضراء بمعنى أن الخضرة ليست صفة دائميّة بل وقتية فقد غُمر بأشعاع خضر.

ملاحظة : ثمة اجزاء ستنشر تباعاً

سردار محمد سعيد – اربيل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات