شدري معمر علي/
أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات السيد محمد شرفي أن المترشح
للانتخابات القادمة يكون متحصلا على شهادة جامعية في بعض المراكز ..وحدث نقاش
في وسائل التواصل الاجتماعي بين مثمن وناقد ..وفي حقيقة الأمر أن النجاح في
الحياة والوظائف ليس بكثرة المعلومات والشهادات و إنما بتعلم المهارات
..وقدشرعت الدول الكبرى في إعادة النظر بالتركيز على الشهادات فقط أثناء
التوظيف وعلى رأسها أمريكا ..
يقول د. محمد فلحي :” قرار الرئيس الاميركي اعتماد المهارات والخبرات
والمواهب في التوظيف دون شهادة جامعية سوف يقلب سوق العمل في الولايات المتحدة
وكل العالم، وبخاصة في قطاعات الاعلام والمعلومات والتعليم!
“تشير الدراسات إلى أن نحو 70 مليون أميركي لديهم المهارات اللازمة للعمل في
وظائف ذات دخل مرتفع ولكنهم يفتقرون إلى الدرجات الجامعية
– شركات مثل Apple و Alphabet كانت قد استغنت عن الدرجات الجامعية كمتطلب
للتوظيف في السنوات الأخيرة
– وقع ترامب قراراً يعطي الأولوية في الوظائف الحكومية لأصحاب المهارات وليس
الدرجات الجامعية”المصدر: CNBC
هذا القرار ستمتد تداعياته الى مجال التعليم فقد كان هناك سؤال مطروح دائما في
تخصصات عدة في مقدمتها الاعلام: الشهادة أم الموهبة!؟”(1)
ويبن لنا الكاتب السعودي محمد البلادي مفهومه للشهادة فيقول : “الشهادة من
وجهة نظر خاصة- هي مجرد رخصة لممارسة مهنة، وليست دليلاً على قدرات أو ثقافة
أو وعي إنسان..” ثم.يستعرض لنا شخصيات كثيرة عربية وعالمية صنعت الفارق و
أحدثت التأثير يقول : ” فكثير من العظماء والنوابغ والمشاهير ممن صنعوا
التاريخ محليا وعالميا، لم يكونوا من أصحاب الشهادات، بل إن بعضهم لم يدخل
المدرسة أصلا!.. فهذا الإمام المحدّث محمد ناصر الدين الألباني لم يتجاوز
المرحلة الابتدائية في تعليمه، لكنه أصبح أشهر علماء الحديث في عصرنا بجهوده
الذاتية.. وكذلك المفكر و الأديب الكبير عباس العقاد الذي توقّف عند الصف
الخامس الابتدائي ثم أصبح ألمع أدباء ومفكري عصره دون الحاجة لشهادة.. أما
علامة الجزيرة حمد الجاسر الذي لم يُكمل الجامعة، فقد ترك لنا إرثاً ضخما في
اللغة والتاريخ واللغة والأنساب لم يتركه حتى أساتذة الجامعات وإذا كان
الكولومبي الرائع جابرييل غارسيا ماركيز الحاصل على نوبل للآداب 1982 وصاحب
مائة عام من العزلة، لم يتجاوز الثانوية العامة، فإن أجاثا كريستي التي تعد
أعظم مؤلفة روايات بوليسية في التاريخ، والتي بيع من رواياتها أكثر من مليار
نسخة، وترجمت لأكثر من100 لغة، لم تدخل المدرسة أصلاً!!.. ولا تقف القائمة
عند هؤلاء بل تشمل الكثير من المشاهير مثل باولو كويلو، مالكوم إكس، نيوتـن،
الأخوان رايت، ميشيل فارادي، توماس إديسون، غريغور مندل، جيمس واط، سيكيرو
هوندا، أندرو كارنيجي، إرنست همنغاوي، ليو تولستوي، ماركوني، جان جاك روسو..
وجميعهم عظماء غيّروا التاريخ دون شهادات”(2).
والسؤال الذي ينبغي أن تركز عليه الشركات والمؤسسات أثناء التوظيف هو :
ما موهبتك؟.
ما هوايتك؟.
ما انجازاتك ومخترعاتك؟.
الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري معمر علي
alichedri@gmail.com
________
المراجع :
1-الشهادة أم الخبرة ، المسلة ، د.محمد فلحي. .
2- عظماء بلا شهادات ، محمد البلادي صحيفة المدينة.