محمد الدباسي/
انتشرت في منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية قصة بيع أحدهم لابنته في محافظة إب اليمنية و رأينا كيف أن التفاعل كان كبيراً في تلك المنصات مع تلك القضية الإنسانية الأليمة و كذلك كيف كان تأثيرها كبيراً داخل الشارع اليمني و العربي .
تابعنا ذلك و إنه لمن المؤلم كذلك و المؤثر هو أنه كيف مرت تلك القضية بسلام دون محاسبة لجميع الأطراف بدءاً من البائع إلى المشتري إلى الوسيط و الذي مثله هنا جهة رسمية ليصبغ هذه الجريمة بالصبغة الشرعية و لا شرعية و الألم هنا بالتأكيد لن يجد من يسكنه عندما يكون مرهم علاجه إجابة سؤال من يحاسب من ؟
إنها قضية بقدر الألم الذي فيها و الذي لا يعبر بأي حال من الأحوال عن عادات الشعب اليمني و الذي لا يقبل تحت أي ظرف كان بمثل هذه التصرف الفردي و إن كانت أحياناً هنالك أسباب فوق طاقة الانسان و إن كانت غير منطقية و غير مبررة لكن ماذا سيفعل المنطق في بلد أهلكته الحرب و الجوع و المرض و أشياء لا توصف كانت من نتائجها مثل هذا التصرف الغير مسؤول .
إننا و نحن نشاهد هذه القضية المؤلمة يدور في مخيلتنا سؤال و هو لماذا هزتنا فقط تلك الحادثة الفردية و ذلك البيع الذي كانت ضحيته طفلة واحدة بريئة و لم نهتز كذلك لبيع وطن بل شعب بأطفاله و نسائه و رجاله لم يرأف بهم البائع و لم يرحمهم المشتري ؟
محمد الدباسي
مؤلف و كاتب صحفي
نائب الأمين العام لاتحاد الكتاب و المثقفين العرب و مدير مكتب اليمن بالاتحاد و مدير التطوير
عضو مجلس أمناء جائزة الاتحاد العربي للثقافة
maldubasi@gmail.com