بعتُ روحي
وعد فايز موسى
فقدتُ نفسي حين قررت المحافظة عليها وعدم الالتفات للآخرين، فقدتُ شعوري بالحياة وروحي للأشياء، فقدتُ كوني أعيش بكياني كلّه جميع الدقائق واللحظات، هدرتُ عفوية المشاعر هنا وهناك ولم يتبقَّ ليَ ما يكفي لاكمال هذا المسير الشائك.
أسمع من حولي، جميعهم يضحكون، أصواتهم تصدى في داخلي، كلامهم يخرق موجات الهدوء ويزعزع سكوني، يجعلني أُناقض نفسي بينما أريد وحدتي وبين التجمعات المهلكة التي تحيطني رغمًا عني.
كيف لي أن أتغاضى عن مسير رسمته في قلبي أحفظهُ به؛ كي أختلط بسوء أفعالهم وكرهِ نياتهم، يُضعفني ما أنا عليه ويشتت قوتي أرضًا، تسوء حالتي كلما أجبرت على خوض هذه الساعات معهم وروحي تؤنبني من الداخل، يتكرر كل يوم مشانق واعدام للكيان في حين أردد في داخلي (هذا الوقت سيمر مهما طال)، وكل ما مر أكثر كنت أوعى أكثر أن وجود تلك الفئة بجانبي وباء عضال لا علاج منه!
وعد فايز موسى