انْشِطَارٌ

219

انْشِطَارٌ

أَتْعَبَتْنِي التَّسَاؤُلَاتُ، أَنَا بِحَاجَةٍ إِلَى الْيَقِينِ الَّذِي لَا يَغْلِبُهُ الشَّكُّ، هَلْ حَقًا إِنْتَهَى رَبِيعُ الْعُمْرِ؟
هَلْ كَبَّرْنَا عَلَى الْأَحْلَامِ ذَاتِ الْأَلْوَانِ زَاهِيَةً
أَصْبَحْنَا نَرَى الْعَالَمَ بِلَوْنِينْ الْاسُودَ الْقَاتِمِ ( حِدَادًا عَلَى
الشَّبَابُ فِي عُمْرِ الزُّهُورِ يَمُوتُونَ)
وَالْأَحْمَرُ لَوْنُ الدِّمَاءِ الْمُسْفِكِهُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ بِسَبَبِ فِتَنِهِ وَالْحُرُوبِ الْأَهْلِيَّةِ وَصِرَاعَاتِ السُّلْطَةِ).
الْآنَ نَحْنُ فِي خَرِيفِ الْعُمْرِ وَتَسَاقُطِ أَوْرَاقِ الطُّمُوحَاتِ وَالْأَحْلَامِ، أَصْبَحَ الْعَالَمُ مَقْبَرَةً جَمَاعِيَّةً لِكُلِّ جَمِيلٍ.
هَلْ أَنَا فَقَطْ مَنْ أَرَى الْعَالَمَ بِأُلُونِ الْأَسْوَدِ الْقَاتِمِ، هَلْ أَنَا حَقًا أَعِيشُ فِي عَالَمِي الْأَسْوَدِ
.”وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ، أَنْ لَا أُعَوِّلَ كَثِيرًاً عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَنَا فِيهِ، فَسَوَاءٌ كُنْتُ فِي غُرْفَةٍ صَغِيرَةٍ مُزْدَحِمًاً بِالْأَفْكَارِ، أَوْ فِي هَذَا الْكَوْنِ اللَّا مُتَنَاهِي مِنْ النُّجُومِ وَ الْجِبال العالية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع