انبهار(سرد تعبيري)

149

سامية خليفة/

انبهارٌ يتهافتُ في خذلانٍ، لألاءُ سراجِه ينطفئُ مع ذوبانِ ذبالةٍ أضناها الاحتراقُ، على قارعةِ الطَّريقِ، الغثُّ يُباعُ في السّوقِ السَّوداءِ آهٍ كمْ صار لهُ من اعتبارٍ ! تبًّا لزمنٍ تساوتْ فيه الموازينُ، القيمةُ تنضحُ بالحقيقةِ لذلك أسمعُ صراخَها وهي تُجلدُ بالسِّياطِ مع بزوغِ كلِّ كذبةٍ. يومَ تتعاظمُ الأوهامُ تنصبُ رايتَها لتخرجَ الجنَّ بهتانًا من جسد ضعيفٍ ،ذلك الجنُّ الذي أمسى شاغلهُم الشّاغل الخرافاتُ تكالبتْ ونحن في القرن الحادي والعشرين! فيا سياطُ أقرّي بأنَّ الأوهامَ هي سببُ دمارِ فراديسِنا وأنَّ العصبيّات هي سببُ اقتلاعِ صورةِ الإنسانِ من مرآةِ وجودِنا وأنَّ الأحقادَ هي سببُ تلوُّثِ عقولِنا بنزاعاتٍ متوارثةٍ لا هدنَةَ بعدها، سأنادي على العدالةِ هي وحدَها التي لم تبتلعْ حنجرتَها سأناديها كي تأتيَ على رؤوسِ أصابعِ قدميْها لعلَّها تتمحَّص في قضايا التزويرِ والقتلِ والـتَّعذيبِ حينها سأسألُها أين كنتِ ؟ سأسألُها لماذا الكفّة دوما راجحةٌ للطّالحِ ؟ سأنادي على المصلحينَ وهم يبتكرونَ ديابيجَهم المنمَّقةَ وأسألُهم أين كنتم يوم القيمةِ فقدتْ وزنها حتى فقدتْ معهُ بريقَها؟ القيمةُ ماتتْ فماتَ سحرُ الانبهارِ.

سامية خليفة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع