المسار
خديجة صحبي
لا تطلب مني أن لا أرى
فهذا محال
أنا لا أستطيع أن أمشي مغمض العينين وان أوقف دور الحواس لكي تفوت ما يمكن تمريره من خلالي فأنا لا أستطيع أن أرى الأكاذيب كالاحلام , ولا الظّلم والظّلام ولا المنكر والألاعيب المقزّزة ,
كالوعود المؤجلة والمساومة لدى السّفهاء .
ولا أستطيع أن أرى الغشّ الذي يصعب كفارته ويبقى دين عند الحرّ .
فأنا لا أستطيع أن أرى دمعة حزن ولا بكاءا لطفل في ليل أو نهار , ولا لبالغ فقد الامل في كلّ شيء فضاع شبابه وظهرت فجأة شيخوخته …
ولا أتحمل أن أرى الطاقات المثبّطة للعزيمة فتمضي الطموحات بلا عودة في غياهب النسيان .
لا أستطيع ان أرى كل المواقف التي أصحابها يتقنون فنّ الخداع و المراوغة
هو ذا وعي الروح فإن غاب وعيه فما يبقى للهيكل الاّ خلله و إعوجاجه .
خديجة صحبي / الجزائر