المرأة والأدب من التهميش إلى الحضور الفاعل

338
المرأة والأدب من التهميش إلى الحضور الفاعل
شدري معمر علي

 

ساهمت المرأة منذ القديم في الكتابة الإبداعية و أثبتت جدارتها و أنها ليست أقل من الرجل ، صحيح أنها واجهت صعوبات في طريق الإبداع الشائك المحفوف بالأخطار واجهت نظرة المجتمع المتخلف الذي يراها جسدا للمتعة فقط وليس عقلا وقلبا وروحا متوقدة ملهمة ..
وقد ارخ كثير من الكتاب للرحلة الإبداعية للمرأة عبر القرون تخليدا لهذا الإبداع المتفرد الذي يحمل معاناة الإنسان و أشواقه و احتراقاته في دروب الحياة ..
ومن الكتب المهمة التي ظهرت في فرنسا و أرخت لتسعة قرون من إبداع المرأة الفرنسية كتاب جماعي “المرأة والأدب: تاريخ ثقافي” الصادر منذ مدة قصيرة عن دار “فوليو” .. اشتركت فيه كل من: جاكلين توليه، وإليان فينوت، وجوان ديجين، وإيدويغ كيلر، وكريستي ماكدونالد، ومارتين ريد المنسّقة لهذا الكتاب ..
و إن كانت مثل هذه الكتب ترجع الاعتبار للكتابة النسوية رغم أن هذا المصطلح يثير كثيرا من الجدل والاختلاف يقول د.عامر رضا :

” فقد استعمل هذا المصطلح لأول مرة في مؤتمر النساء العالمي الأول الذي انعقد ببارس سنة(1892) حيث جرى الاتفاق على اعتبار أنّ النسوية هي” إيمان بالمرأة وتأييد لحقوقها وسيادة نفوذها” وبما أنّ الأدب النسوي جزء من هوية المرأة،فقد بات ما تكتبه من إبداع ذا وعي متقدم ناضج،يراعي مختلف العلاقات التي تتحكم في شرط نضج هذا الإبداع داخل نظام المجتمع ليعبّر عن هويتها،وكيانها،وقضاياها” ..
ومهما حدث من اختلاف في تحديد المصطلح فالمرأة الكاتبة أثبتت جدارتها في مجال الإبداع الأدبي على المستوى العالمي و ما الجوائز العالمية و على رأسها جائزة نوبل و البوكر خير دليل على هذا الحضور الفاعل و المؤثر *فقد فازت الشاعرة الأمريكية لويز غليك في السنة الماضية 2020 بجائزة نوبل للآداب .. *
*وستظل المرأة الكاتبة المبدعة تشع بأدبها وأنوثتها تعطر العالم وتضفي عليه جمالا و ألقا ..وقد صدق ابن العربي حينما قال : ” المكان الذي لا يؤنث لا يعول
عليه ” ..* *فالكتابة التي لا تؤنث لا يعول عليها ..*

 الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري معمر علي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع