المجازفة الأليمة

532
المجازفة الأليمة
المايسة بوطيش

 

أصابعهم ترتجف من شدة الصقيع

 وقلوبهم ملؤها الخوف

 أرواحهم تناجي الليل الذي يطوي لحافه،

سكون مخيف،

وصمت يرعب القلوب الصلبة،

 على زورق هش من خشب في وسط البحر

الأمواج تتلاطم على وجه المركب المغامر بحياتهم.

 

 مسافرون نحو المجهول،

لتحقيق أحلامهم المدفونة،

 نحو بلاد الروم،

 تاركين وراءهم وطن

الذي باء بالفشل، لتحقيق أحلامهم الربيعية.

 

مجازفين بحياتهم  

هاربين من الحياة الصعبة،

من الأيام الجارفة،

 تاركين،

من وراءهم أحبة،

وأهل،

وحب زهري، بين الضلوع مدفون،

وذكريات جميلة.

 

ألا يعلمون أن السّفر شاق

والبحر غول

ومن وراءه

مستقبل شرس مجهول الهوية؟

 

ترى، أيصلون لوجهتهم سالمون،

أيحققون أحلامهم،

أيجدون الحب والأمان الذي تركوه

على ارض الوطن الأم؟

 

أم ستنتشل جثثهم من أعماق البحر، المهول

والحزن آنذاك يعمّ الشواطئ وكل سكان المدينة،

لن يسمعون صرخة الأم في وجه البحر:

ويحك يا بحر، لم التهمت فلذة كبدي؟

لم يا ولدي، جازفت وتركتني من دونك يتيمة؟

ألا تعلم أن الوطن هو الحضن مهما جارت قسوته،

فهو أفضل ألف مرة من الحضن الجليدي، لبلاد الروم؟

المايسة بوطيش، الجزائر

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع