المثقف العربي كومة رماد

199
المثقف العربي كومة رماد
بقلم صالح العجمي

 

انتهازية القاريء العربي لم تعد مخفية كونها استولت عليه وجردته من حريته ومن قول الحقيقة.
القاريء اليوم يعيش لحظة تاريخية صعبة خوفا من الظهور على حقيقته والكشف عن قناعاته ومعتقداته خوفا من المستقبل الذي عجز عن تحديد ملامحه ولمن يكون ومن هو المنتصر ومن الذي سوف يحكم في النهاية.
الكاريزما التي يتميز بها المثقف العربي َ امتصتها مخاوف كبيرة افرزتها الصراعات العنيفة في الواقع فاصبح المثقف يقرأ في الظل ويعيش عزلة ذاتيه يحترق في الغموض والغربة الروحية لدرجة ان صورته وصوته تكاد توصف بالنرجسية.

هذه المعركة تطال القاريء قبل ان تصيب الكاتب وتقيد المثقف وتفرض عليه مشاعر معقده متناقضة متشعبه فالكاتب اليوم مرتزق وعميل ويبحث عن طريق للوصول الى البنوك وليس لديه هدف اخلاقي ولا قيمي ولا وسيلة لكشف الحقيقة كما يشاهد يستوحي القاريء ويصنف حسب فهمه وقناعاته لكنه يمتعظ جدا من الاقلام المتمردة التي تشق طريقا حديثه وتحرق الاخضر واليابس ولو يعود للتاريخ لوجد ان الفلسفة الاوربية توزعت بين العلمانيه والليبراليه والكاثالوكيه ومن الصعب ان تمرر مجموعة ثقافتها علي الجميع.

انها مرحلة صعبه فعلا يمر بها المثقف العربي جردته الاحداث من هويته وقوميته فلم تعد لها قيمة ادا لم تمتد علنا الى جهه معينه وتيار محدد اذا لم تدعي الحق وتجاهر بالعصبية.

اعتقد انه يجب ان يكون الكاتب العربي غير منبطح لاهل الكيف ويصنفهم اهل القللم وهي صفة لا يلمسها الانسان في الواقع في سلوكياتهم ومزاجهم وعاطفتهم ويظهر العنف وتسخير ثروات الامه بشكل مفزع وهم يحملون السيف ويحرقون الاخضر واليابس اذا اردنا الوصول الى حل نجمع اهل الاقلام ونحررهم من ثقافة الارتزاق من كل فئة ونحررهم من اهل السيف وهذا مختصر يمكن ان يكون هو الخطاب الحديث لثورة تحررت من التطرف.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع