اللغة الأيروتيكيّة في السرديّة التعبيريّة/مقام الضوء-للشاعرة مرشدة جاويش

265

تجلّيات اللغة في القصيدة السرديّة التعبيريّة

بقلم : كريم عبدالله – بغداد – العراق – 13/7/2020.

اللغة الأيروتيكيّة في السرديّة التعبيريّة

مقام الضوء – للشاعرة : مرشدة جاويش – سوريا .

يقول سركون بولص : ونحن حين نقول قصيدة النثرفهذا تعبير خاطىء , لأنّ قصيدة النثر في الشعر الأوربي هي شيء آخر , وفي الشعرالعربي عندما نقول نتحدث عن قصيدة مقطّعة وهي مجرّد تسمية خاطئة , وأنا أسمّي هذاالشعر الذي أكتبه بالشعر الحرّ , كما كان يكتبه إليوت و أودن وكما كان يكتبه شعراءكثيرون في العالم . واذا كانت تسميتها قصيدة النثر , فأنت تبدي جهلك , لأنّ قصيدةالنثر هي التي كان يكتبها بودلير ورامبو ومالارميه , أي قصيدة غير مقطّعة . من هنابدأنا نحن وأستلهمنا فكرة القصيدة / السرديّة التعبيريّة / بالأتكاء على مفهومهندسة قصيدة النثر ومن ثمّ التمرّد والشروع في كتابة قصيدة مغايرة لما يُكتب منضجيج كثير بدعوى قصيدة نثر وهي بريئة كل البراءة من هذا الاّ القليل ممن أوفى لهاحسبما يعتقد / وهي غير قصيدة نثر / وأبدع فيها ايما ابداع وتميّز , ونقصد انّ مايُكتب اليوم انما هو نصّ حرّ بعيد كل البُعد عن قصيدة النثر . انّ القصيدةالسرديّة التعبيريّة تتكون من مفردتي / السرد – التعبير / ويخطيء كثيرا مَن يتصورأنّ السرد الذي نقصده هو السرد الحكائي – القصصي , وأنّ التعبير نقصد به الأنشاءوالتعبير عن الأشياء . انّ السرد الذي نقصده انما هو السرد الممانع للسرد أي انّهالسرد بقصد الأيحاء والرمز والخيال الطاغي واللغة العذبة والأنزياحات اللغويّةالعظيمة وتعمّد الأبهار ولا نقصد منها الحكاية أو الوصف, أما مفهوم التعبيريّةفأنّه مأخوذ من المدرسة التعبيريّة والتي تتحدث عن العواطف والمشاعر المتأججةوالأحاسيس المرهفة , اي التي تتحدث عن الآلآم العظيمة والمشاعر العميقة وما تثيرهالأحداث والأشياء في الذات الأنسانيّة . انّ ما تشترك به القصيدة السرديّةالتعبيريّة وقصيدة النثر هو جعلهما النثر الغاية والوسيلة للوصول الى شعرية عاليةوجديدة . انّ القصيدة السرديّة التعبيريّة هي قصيدة لا تعتمد على العروض والأوزانوالقافية الموحّدة ولا التشطير ووضع الفواصل والنقاط الكثيرة او وضع الفراغات بينالفقرات النصيّة وانّما تسترسل في فقراتها النصيّة المتلاحقة والمتراصة مع بعضهاوكأنّها قطعة نثريّة . أنّ القصيدة السرديّة التعبيريّة هي غيمة حبلى مثقلةبالمشاعر المتأججة والأحاسيس المرهفة ترمي حملها على الأرض الجرّداء فتخضّر الروحدون عناء أو مشقّة .

وسعياً منّا الى ترسيخ مفهوم القصيدةالسرديّة التعبيريّة قمنا بأنشاء موقع الكترونيّ على ( الفيس بوك ) العام 2015,اعلنا فيه عن ولادة هذه القصيدة والتي سرعان ما أنتشرت على مساحة واسعة من أرضناالعربية ثم ما لبثت أنّ انشرت عالمياً في القارات الأخرى وأنبرى لها كتّاب كانواأوفياء لها وأثبتوا جدارتهم في كتابة هذه القصيدة وأكّدوا على أحقيتها في الأنتشاروأنطلاقها الى آفاق بعيدة وعالية . فصدرت مجاميع شعرية تحمل سمات هذه القصيدةالجديدة في أكثر من بلد عربي وكذلك مجاميع شعرية في أميركا والهند وافريقياواميركا اللاتينية وأوربا وصار لها روّاد وعشّاق يدافعون عنها ويتمسّكون بجماليتهاويحافظون على تطويرها .

سنتحدث تباعاً عن تجلّيات هذه اللغة حسبمايُنشر في مجموعة السرد التعبيري – مؤسسة تجديد الأدبيّة – الفرع العربي , ولتكنهذه المقالات ضياء يهتدي به كل مَنْ يريد التحليق بعيدا في سماوات السرديةالتعبيرية .

اللغة الأيروتيكّة :

أنّ الأيروتيكيّة ليست الفعل الجنسي وليست التعرّي والخلاعة ولاالغريزة ولا الرذيلة , أنّما هو التحدث عن الجسد وأستخدام اللغة الشعرية في إضهارجماليته أو عيوبه ودون ذكر النشاطات الجنسيّة والأباحيّة والأسفاف في ذكر الفعلالجنسي ولا حتى الأغواء والشهوانيّة أو الوصف الدقيق في ذكر العلاقات والأفعالالجنسيّة . انّ الايروتيكية هي حالة ابداعية جمالية انسانيّة . أننا أمام نصّ ثريمتعدد البناءات والرؤى والثيمات , ويمكننا أعادة قراءته بثلاث طرق مختلفة ,وتتمثّل هذه الطرق بمايلي :

1-  الأيروتيكيّة : حيث نجد التسامي والأبتعاد عن الرغبة الجنسيّة , والخطاب عن طريقالحبّ العذريّ , والأحتفاظ بجمالية الجسد وعنفوانه أكثر من المواقعة الجنسيّة ,فالنصّ لا يذهب الى الدلالات الشهوانيّة المبتذلة بل يذهب الى مجانيّة وطهرتيّةالجسد وقدسيته , أنّنا امام جسد مقدّس يحاول تهديم التابو والأعلان عن كينونتهوجماليته بعيداً عن الغريزة المبتذلة , وتقديم هذا الجسد كحالة للأثارة والأسفافوأنتهاك الفضيلة , بعيداً عن الشذوذ اللغوي والتقزّز . أنّ النصّ يقدّم لنا صوتهذا الجسد المقدّس والبريء الباحث له عن فضاء من الحرية يتنفس فيه هواءً نقيّاًبعيداً عن التسلّط والعبوديّة , الجسد المرهف بأنوثة مفاتنه الصارخة بلذّة التمرّدالواعي في محاولة للتحرر من التهميش , أنّه الجسد النرجسيّ المشحون بهذا الكمّالهائل من النقاء والعواطف والمشاعر الأنسانيّة الصادقة . في هذا النصّ لا تجداللغة الفاضحة ولا الفضاء الأيروسيّ المبتذلّ ولا نجد افكاراً شهوانيّة تثيرالغريزة ولا الوصف المفرط في رسم نتوءات وتضاريس هذا الجسد , ولا الوصف الدقيق فيرسم التجارب الجنسيّة , وأنما نجد جسداً يحاول فكّ الخناق عن جماليته والخلاصوالابتعاد عن محاولة تهمشيه وسجنه ضمن دائرة التابو . انّ النصّ حاول أن يعيد لهذاالجسد فلسفته في الحياة وموقعه المحوري فيها و ويبحث عن السكينة والهدوء الروحيوالأطمئنان النفسي دون اثارة أو هيجان جنسيّ , انّ الجو العام لهذا النصّالأيروتيكيّ أبتعد كثيراً عن البورنوغرافية والمجون , نتلمس من خلاله اللغةالأنثوية اللذيذة والطريّة والعذبة , وحاول ان يعيد الرجل الى أنسانيته واخرجه عنوحشيته وسلطته الذكورية المتمسّك بها منذ دهور طويلة , والأنتصار لقدسيته المسروقةوالتحرر من الدونيّة والتهميش . انّنا أمام خطاب أنثويّ اراد ان يصل ويبلغ بهذاالجسد إلى حالة من التسامي والكشف عن جماليته وجلاله . نتلمس في هذا النصّ النزعةالصوفيّة المشحونة بالمواقف الأنسانية النبيلة والطاهرة , كل هذا جاء بلغة اقربالى الغزل الحميمي المترفع عن النفاق . من خلال العةدة الى النصّ نجد حالة منالتعادلية المقصودة أو اللامقصودة ربما جاءت كحالة من التداعي والأسقاطات التيتداخلت في رسم هذا الخطاب الأنثويّ للرجل , فنجد أنّ الشاعرة استخدمت المفردة /أنا / كتعبير عن الذات الشاعرة خمسة مرّات في هذا النصّ مقابل استخدامهاللمفردة / أنت / كتعبير عن الذات الاخرى خمسة مرّات ايضاً , حسبما أعتقدحاولت الشاعرة أن تثبت للذات الاخرى / الرجل / بأنّها مساوية له وأنّهاتدعو الى الأنصاف والعدالة الأجتماعيّة. ولكنها عادت وتراجعت امام سلطة الرجلكحالة من الانهزاميّة  فأستخدمت مفردة /الرجولة / أربع مرّات بينما أستخدمت مفردة / الأنوثة / مرّتين فقط , ولا ندريهل هي حالة اللاثقة بالنفس او هو الشعور الداخلي النفسي بهذه السلطة الذكوريّةعليها وبانّها لا تستطيع الفكاك من أسرها .؟! . كذلك استخدمت الشاعرة مفردة /الجسد / وأجزائه / اربعة عشر / مرّة , فمثلا استخدمت مفردة / الجسد/ ثلاث مرّات , بينما استخدمت المفردات التالية / شفتيّ / زنديك / شفاه / اناملك/ ثدي / حقولي / صدري / وطعّمتها بمفردتي / زيزفونك / كرزي / وكأنّهاترش على هذا الجسد بتوابل الرغبة والأشتهاء اللذيذ وبدون اي أثارة جنسيّة , مماجعل / الجسد – النصّ / يتحرّك ضمن هذه المساحة الجميلة من الأيروتيكيّة العذبة ,فالمتلقيّ الأبداعي حينما يقرا هذا النصّ سيجد هذه اليروتيكيّة الجماليّة والتيكلما تقدّم في قراءته لنّ يملّ أو يشعر بالغثيان , أنّما سيشعر بحالة انسانيّةتحاول ان ترتفع بهذا الجسد عن الدونيّة والتدنيس .

2-   البناء الجمليّ المتواصل: انّنا نقف هنا بخشوع امام جمالية السرديّةالتعبيرية وعظمة لغتها الفذّة والمدهشة والمتوهّجة , أنّنا نقف أمام هذا البناءالمجلي المتواصل يتجلّى بوضوح من خلال جعل النصّ قطعة واحدة / كتلة /متماسك وقويّ البناء , نصّ تتجلّى فيه النثروشعرية دون توقف أو سكتات ودون فراغاتولا تشطير ولا تسطير . بناء جملي متقن على شكل قطعة نثريّة ينبعث من خلالها الشعرالكثير , وهذا وجدناه من خلال فقرة واحدة مترابطة ومتسلسلة , لقد كانت الشاعرةتمتلك من الذكاء ما جعل النصّ لا يذهب الى الترهّل أو يبعث الملل لدى المتلقي ,فأنّ بناءها الجملي المتواصل هذا هو اشبه ما يكون ببناء بناية شامخة , أستطاعت انتجعل وقفات لا شعورية وغير محسوسة لدى المتلقي من أجل ان يلتقط أنفاسه , ولأجل انلا ينهار هذا البناء , فقد استخدمت مفردة / أيّها / خمسة مرّات في النصّوكأنّها استخدمت هذه الـ / ايّها / كدعامات كونكريتية يستند عليه هذا البناء الجملي المتواصل , فنجد مثلاأنّها استخدمت / ايّها الهاطل / أيّها المشرق / أيّها العائد / ايّها الهمجيّ /أيّها الموشوم / . وكذلك استخدمت الشاعرة مفردتي / الفارس / و /المهرة / مرّة واحدة فقط , ما جعل النصّ ينمو ويترعرع في اجواء الأيروتيكيّةالجميلة . أنّنا أمام لغة حيّة قادرة على التوالد والتطور والأستمرار بالحياة ,لغة تزهر وتثمر وتتبرعم دون أن ينتابها الخمول والأضمحلال .

3-  الجنسانية : وهي ما تهتم بالجنس البشري وذكر الأختلافات ما بين / الذكر /و / الأنثى / , لقد استطاعت الشاعرة في هذا النصّ ان ترسم لنا السلوكيات والمشاعروالعواطف وكذلك الجوانب البايولوجية من خلال استخدامها للمفردات التي تدعو الى هذهالجنسانيّة , فمثلا استخدمت / أنا / و / انت / وكذلك / الفارس /و / المهرة / وكذلك / رجولتك / و / أنوثتي / , حيث يمكننا منخلال هذه المفردات ان نتعرّف على الهويّة الأنسانيّة والفروقات البايولوجيّة بين /الرجل / و / المرأة / وما يتبع ذلك من الفروقات الجدسيّة بينهماوالنساطات الجنسيّة .

أنّنا فعلاّ أمام سطوة أبداع حقيقي تمثّلت فيه هذه الجوانب الثلاثةخير تمثيل , فلقد استطاعت الشاعرة / مرشدة جاويش / ان تتحدّ بصوت عال عنأحاسيسها الأنثوية العميقة الرزينة وتعيد إلى أنثويتها الهدوء الروحي والسكينةورفاهيتها الأنثويّة , لقد حاولت من خلال هذا النصّ ان تستدرج الرجل إلى عالمهاالسحري وفردوسها العجيب في محاولة لأعادته إلى العقلانية في التعامل مع انثويّةوالأعتراف بها وتخليصه من وحشيته وإعادته إلى مملكة الأنسانيّة , وكأننا نعيش فيعلم الف ليلة وليلة , ونشاهد امامنا كيف استطاعت / شهرزاد / كبح جموح وطغيان /شهريار / وتطويعه . لقد كان هذا لنصذ عبارة عن كتلة لغويّة تتوهّج وتتقوّمبالأدهاش والتكثيف والأبهار , لقد كان عبارة عن كتلة تعبيريّة / وحدة كتابيّة /تعتمد على المفردة والأسناد ما بين المفردات ثم الجمل الطويلة التي انتجت لنا هذهالكتلة التعبيريّة المبنية بحرفية عالية على تعظيم طاقات االغة والأنزياح والزخمالشعوري العنيف من خلال خيال خصب منتج وفعّال , نصذ زاخر بالبوح الأقصى يثير وعيالمتلقي ويؤثّر فيه ويجعله يتفاعل أيجابياً معه , أنّ هذا النصّ رسم لنا المشاعرالأنسانيّة الرقيقة من خلال هذه النثروشعريّة حيث ينبعث الشعر الكامل في النثرالكامل . أنّ هذا النصذ يعتبر أضافة كبيرة ومتميّزة وخالدة في مسيرة السرديّةالتعبيريّة .

النصّ :

مقام الضوء

أيها الهاطل في أسطورة مطري أنا التي أنتشيك بلحظاتي الحاضرةليرتفع شلال حزني فوق بحرك وأتنفس حينها عبق زيزفونك فللصباح معك مذاق قبلة رسمتهارجولتك على شفتي أنت الماء في عبوره بينك وناري أيها المشرق المتوالد من رحم شوقياقفلْ الطرقات على مقامات ضوئي الجائع فأنا ذائبة في وصل البوح إليك كي أنتقي لؤلؤفي عينيك ذلك الشاطئ الذي رحلتْ إليه ذات لحظة خطواتي على جسد رجولتك فالشمس تعشقالغروب خلف البحر وتعشق رقصها على جسد القطرات والإنثناء خجلاً من حمرة تقاسيمالأفق فتكون أكثر جمالاًحينما تحاورالغروب فتجبره على تقبلها وأكثر عذوبة متى ارتسمت الشمس على لوحة رجولتك تتمردهكذا أنا كالشمس أعشق الغروب وأعشق الإنهمار فمن زنديك تسقى شفاه الكلام فملامحكتشبه ساعات تشتهيها روحي لتعلن صهيلك للتوحد لن أستأصل نبض كرزي لترسمك به لوحاتيأيها العائد على مداراتي منذ ألف عام أنت عصر الفتوحات على قارات أنوثتي لولاأناملك ماصنعت في داخلي حروف من شوق برغم مساءات من مزاجية فحولتك تكتب على شرفات حنينيبرغمك من زمن روميو فتثمل حاشية مفرداتي فأنت الساهر في قلبي بتوقيت الحب صوب نهرالبندقية فلي به حبيب هناك هو أنت تنتظرني كل معزوفة فجر لأرتكب فيك جريمة حماقةوأغزوك أيها الهمجي الذي تجرد من زي النبلاء سترضع من ثدي جمري قوتك اليومي وتتخذمنازل الغيوم المكتظة ببوحي سحابة نشوتك فتمطره على ملامحي لقاءاً يغزو كل مملكتيوتحاصرني أيها الموشوم على صدري ناراً من شوق حين تمتشقني يصبح يومي أشبهبالأسطورة فالجنون خلعني إليك كي أرتدي قميص رجولتك يانبعاً كشف ملامحي في أولصلاة لأنوثتي فنزَفَك رحمي لرعشة المسك فيك فما زالت تستحلفني لأضرم حفيف يشبهطفولتي التي للآن ترشفني وتبقيني تعال التقيني ببعض الغزوات وقبائل من الهمجية ماأروع نداك يغتسل على صدري لتتخذ من منازل غيومي سحابة لأناملك تمطرها على ملامحيلقاءاً يقطر جمراً فالهث إلى حقولي يا أبو لهب هناك معركة تشبه الفجر ريثما يستيقظالنهار بين وسادات السطور ومن بين اندلاع الشجر ورفقة الليل ومتى أعاد البهاءخمرتها رسمها في أسطورة من حرير ليتوشحها الكون بعدنا ما أجمله من لقاء على بحوراحتياجي اسكنّي بل إلعق وجدي واعشق المكوث فيه لألف عام امرأة تلعنك وترتديك فأناغجرية وأنت رجل همجي حيث لاأحد يقتفي أثرنا سنندثر ونخرج من فجر النشوة أشتهيبعثرتي معك يافارسي أنا مهرتك فلنحيي مواعيد البنفسج من جديد بحكاية حب استثنائيةسنحكيها لنجومنا ذات حين

بقلم : مرشدة جاويش

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع