العطاء لا يتوقف

299
العطاء لا يتوقف
حشاني زغيدي

 

لكل مرحلة عمرية في حياتنا أدوارها المناسبة لها ، و كل منها مرحلة تتميز بنوعية خاصة من المنتوج و العطاء ، هذا التمايز له إبداعاته و لمساته خاصة .
لهذا وجدنا إبداعات و مواهب كثيرة خص بها الشباب ، و مواهب آخر خص بها الكهول و هناك مواهب خص بها من تقدم بهم العمر ، ليكون العطاء عند الإنسان مستمرا لا يتوقف إلا بانتهاء الأجل المكتوب ، لهذا يوجه الأخيار تلك القدرات و المواهب في النفع العام ، و في خدمة الإنسانية عموما .

حين تتجمع تلك المواهب العمرية في بناء المشاريع تتشكل نواة الانطلاق ، تنتج لنا أروع المشاريع ، تنتج لنا أروع الأفكار المبدعة ،بتلك الأفكار و المشاريع و الخبرات تبني لنا أساسات صلبة لانطلاقة صحيحة بعيدا عن الارتجال و التخبط و التيه .

حين نقرأ سجل التاريخ الحافل ، حين نفتح صفحاته المشرقة ، نرى بصمات أولئك الرواد حاضرة ،نسجل أن أولئك الرواد من مختلف الأعمار ، رجال و نساء صنعوا التاريخ و الحضارة ، صنعوا الروائع ، مجرد أن تكتب على محرك البحث فستجد الألوف من البصمات التي كان لها الأثر البالغ في تغيير مجرى حياة الإنسانية .

نست فيد من القراءة الجادة كم نحن بحاجة لاستثمار كفاءات الأطفال و مواهب الشباب، واستثمار حكمة الشيوخ ، فالكل. له مكانته و قيمته في صناعة مشاريع النهضة ، الكل له قيمته في صناعة الغد المشرق ، علينا أن ننظر أمامنا و لا ننظر للوراء ، ننظر للأفق لنكتشف أسرار الحياة ، نرى الإشعارات المحملة بالبشائر.

علينا أن نستشرف المستقبل بهمم الرجال ،نرى المستقبل بعيون الناجحين الذين تركوا في كل مجال بصمة و أثر ، علينا أن نقتفي أثر رجال بنوا حضارات شاهدة بالتحدي و العزم القوي ، فهؤلاء الرواد لم يحقروا مواهبهم ، و لم يتسمعوا لنداءات الفشل ، و لم يصغوا للبواعث السلبية ، و لم يأبهوا لأبواق للمفشلين، الذين ألفوا وأد المشاريع ، للأسف ، هم كثر بيننا ، فهؤلاء لا يحسن أن نتخذهم أخلاء أو رفقاء الطريق ، فأصحاب المشاريع بحاجة ليقتدوا بالرواد يقتدوا بالناجحين في شتى الدروبو المجالات

الأستاذ حشاني زغيدي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع