الصهيونية كما يراها الأستاذ عباس محمود العقاد

237
الصهيونية كما يراها الأستاذ عباس محمود العقاد
معمر حبار

 


مقدمة القارئ المتتبّع:
1. أنهيت قراءة الكتاب بتاريخ: الإثنين 18 جمادى الثّاني 1442 هـ الموافق لـ 1 فيفري 2021 ، ويضع اليوم صاحب الأسطر قراءته بين القرّاء والنّقاد راجيا السّداد والتّوفيق:
2. الأستاذ عبّاس محمود العقاد رحمة الله عليه: “الصهيونية العالمية”، هنداوي، المملكة المتحدة، 2019، من 116 صفحة.
3. أهداني االكتاب مشكورا صديقنا المصري محمد عبد العزيز حفظه الله ورعاه، ووضعه تحت تصرّفي في حينه، وبمجرّد ماطلبته منه. فله منّي بالغ الشكر، والمحبّة، والتّقدير، والاحترام.
4. لايوجد في الكتاب سنة تأليف الكتاب، لكن القارئ المتتبّع وقف على أنّ العقاد كتب كتابه سنة 1956 كما تشير إليه عبارته: “وقد كان قبل شهر يونيو في العام الماضي( ١٩٥٥ ).
5. العناوين الفرعية من وضع صاحب الصفحة.
6. للأمانة، استعملت مصطلح “الصهاينة” عوض المصطلح الذي استعمله الأستاذ عباس محمود العقاد والذي لاأستطيع كتابته، ولا نطقه.
الصهيونية والاستدمار:
7. الاستدمار الصهيوني قائم بذاته. والصهاينة وسيلة من وسائل الاستدمار الفرنسي، والانجليزي وغيره.
8. ممّا فهمته من العقاد أنّ: الصهيوني لكي يحقّق أهدافه لايهمه في شيء أن يتحوّل إلى شيوعي، أو مسيحي، (أو مسلم)، وحليفا للمحتلّ المغتصب. والمهم عنده تحقيق الهدف على حساب العربي، والمسلم، والمسيحي، والملحد، والشيوعي، واللّيبرالي، والعلماني والقومي بوسائلهم، وغاياتهم، وأموالهم، وإعلامهم.
9. لايعرف الصهاينة الولاء لأحد بما فيهم الدول الغربية التي ساعدتهم. (أضيف: وبما فيها الدول العربية والإسلامية التي قبلت ذل، وخيانة التطبيع).
10. الصهاينة لايقبلون شريكا بما فيهم الغرب الذي ساعدهم.
11. أضيف: ومن باب أولى فإنّ الصهاينة لايوالون الدول العربية والإسلامية، ولا يقبلون بها شريكا ولو هرولت نحو التطبيع.
12. الاضطهاد، والقومية، والاستدمار من عوامل ظهور الصهيونية. 9
13. تدخل الانجليز سنة 1842، وخطفوا الفكرة من الفرنسيين باعتبارهم منافسين لهم، وتبنوا اليهود وفكرة “شعب بلا أرض وأرض بلا شعب”، لتمكين اليهود من السيطرة على فلسطين، والعالم. 11
14. “وحدث غير مرّة أن اليهود كانوا ينصرون كل مغير على البلد الذي يقيمون فيه، وحدث غير مرّة أنهم كانوا يصاحبون الجيشين المتقاتلين لشراء الأسرى، وبيع المؤونة، والمساومة، فوقر في أخلادهم تصفية الأعمال وبذل القروض، ثم يتقابلون على تفاهم عند “الأمم أنهم شعب غريب. أقول: وهكذا كانوا مع الاستدمار الفرنسي للجزائر. 14
15. جعل الاستدمار من مطامع اليهود وسيلة من وسائل الاستدمار، والنهب. 15
16. دخلت الصهيونية العمل السياسي بعد وعد بلفور والانتداب البريطاني. 19
17. وعد بلفور المقدّم للصهاينة هو جزء من الوعود التي قدّمت لأمراء العرب للخروج عن الدولة العثمانية. 10
18. ” إن الواقع المحقق في مسألة الصهيونية أن اليهود يستغلون الدول، والدول تستغلهم”. 20
19. “لقد رأينا كيف يتدرج الصهيونيون من طمع إلى طمع كلما أنسوا التشجيع أو الإغضاء من دول الاستعمار. كانوا يقنعون بالسكن حتى وجدوا من يطمعهم في الوطن القومي، فطلبوه وزادوا عليه إقامة الدولة في ذلك الوطن المغصوب، وكانوا يقنعون بالقسمة فهم لا يقنعون اليوم بما دون السيطرة الكاملة على جميع البلاد.” 22
الصهيوني ذلك المبالغ في ذكائه وقوّته:
20. الصهيوني أحمق وليس المتميّز كما يصوّرون أنفسهم. وقوّته في كونه استغلّ حماقة الآخرين، واستطاع أن ينفذ من خلالها.
21. الصهيونية ليست بالعظيمة كما تصوّرها الدعاية، وليست بالهيّنة ليستهان بها.
22. “إن نفاذ الصهيونية إلى فلسطين يرجع، ولا شك، إلى قوة الصهيونية العالمية، ولكن هذه الصهيونية العالمية لا تعمل وحدها في هذا الميدان، بل تعمل معها قوتان أخريان أكبر منها، وهما: قوة المصالح الاستعمارية، والتعصب الشديد على الإسلام.” 27
23. “هي إذن ثلاث قوى تعمل في قضية فلسطين: قوة الصهيونية العالمية، وقوة المصالح الاستعمارية، وقوة التعصب على الإسلام”. 28
24. الصهاينة يعترفون أنّ العالم يكرههم ولم يعد ذلك يثيرهم لأنّهم يدركون أنّهم سبب كره العالم لهم. وراحوا بعدها يبرّرون ذلك بكونهم لهم نبوغ في عدّة ميادين. والحقيقة التي يجب أن تقال، هي: نبوغهم محصور في التجارة والسمسرة دون غيرها من الميادين التي تفوّق فيها غيرهم. ونبوغهم مدعم عالميا ومن الطابور الخامس المنتشر عبر العالم، بينما نبوغ غيرهم ذاتي وغير مدعم. “فإنهم أقل من نظرائهم في بلادهم، ولكنهم يشتهرون بفعل الدعاية والتآمر عليها، لأنهم صهيونيون آباء وأمهات، أو لأنهم أبناء أمهات من الصهيونيين”.38
25. “وإنما آفة القوم الكمينة فيهم أنهم كائن ممسوخ من الوجهة الاجتماعية؛ لأنهم جماعة مقتضبة لم تصبح أمة، ولم ترجع إلى نظام القبيلة البدوية، واشتبكت مع العالم وهي في مرحلة غير نامية وغير صالحة للنمو على حدة، فكل علاج لها ميئوس من جدواه، ما لم يغلبها العالم على طبيعتها ويدمجها اضطرارًا في طوية أممه، وسوف يكون ذلك لا محالة؛ لأن غيره لن يكون” 10.
غدر الصهاينة وكراهيتهم للجميع ودون استثناء:
26. “فلم يعرف في تاريخ هؤلاء القوم قط أنهم يخلصون في طاعة هيئة دنيوية أو دينية”. 26
27. “فالصهيونيون لم يعرفوا في تاريخهم شيئًا يسمى الولاء والإخلاص في الطاعة لمن يتولى شئونهم، وكل ما عرفوه وعرفوا به في تاريخهم الطويل طبيعة التمرد والالتواء والعصيان”. 27
28. “وهم متعصبون متحزبون في كل مكان، لا يجمعهم حب بعضهم لبعض، ولكن تجمعهم كراهية الآخرين كما يجمعهم الحقد على العالم”. 27
29. “إنهم ينسبون ربَّ العالم والأمم جميعًا لخدمتهم إلى آخر الزمان.” 31
30. ” فليس من حق صهيوني أن يشكو الاضطهاد إذا تعرّض له بسوء نيته وسوء خلقه وسوء فعله، فإنما الذنب فيه ذنبه قبل غيره” “ولا يتورّعون عن أكذوبة قط في سبيل مطلب مقصود.” 35
الطابور الخامس من أسرار الصهيونية:
31. نريد أن نقول أولًا: “إن الصهيونية هي المسئولة عن كل اضطهاد تجره على نفسها وعلى أبناء دينها”. وثانيًا: “إن الصهيونيين أشد الناس اضطهادًا لغيرهم إذا ملكوا القدرة الظاهرة أو الخفية. وثالثًا: “إن الصهيونيين يستغلون دعوى الاضطهاد، ويتخذونها وسيلة لتخير الأمم باسم الإنسانية والغيرة على الحرية”. 33
32. “الطوابير إذن هي مصدر القوة الكبرى للصهيونية العالمية، وطوابير الصهيونية يتجاوزون الملايين من الظاهرين غير المستترين.”41
33. يوجد صيارفة كبار على مستوى العالم، لكن الصهاينة وحدهم من يتحكّم في الشبكة العالمية للصيرفة والسمسرة. 42
34. “وإن هذا الطابور الخامس لواحد من طوابير كثيرة، فإن كان في الأمر عجب فليس هو العجب لنفوذ الصهيونية في العالم، بل العجب ألا يكون لها في العالم نفوذ أكبر من هذا النفوذ”. 44
35. “والصحيفة التي تجازف بالموت هي الصحيفة التي تهاجم الصهيونية العالمية، أو تناهضها في دسيسة من دسائسها،” 46
36. ” ولنا أن نتّخذها قاعدة عامة في الدعاية العالمية التي تتولاها الصهيونية، تلك القاعدة العامة أنها لا تشيد بذكر كاتب من الأوروبيين أو الأمريكيين لا يعمل طوع بنانها في الصهيونية العالمية
37. ترويج دعوتها الظاهرة أو الخفية، ومن دعوتها الخفية هدم العقائد والأخلاق وتحطيم الأديان والأوطان” 48
الصهاينة والمجرم الفرنسي نابليون:
38. سعى نابليون للاستعانة باليهود للسيطرة على طرق التجارة. ودعا يهود إفريقيا وآسيا للالتحاق به في مصر لاحتلال فلسطين. وراجت في مصر سنة 1798 دعوة يهودية لقبول دعوة نابليون والسّيطرة على طرق التجارة. 10
39. “يفكر نابليون في الصهيونية العالمية قبل حملته على المشرق، ويساوم هذه الصهيونية على تبادل المنفعة من وراء تلك الحملة، فهم يعودون إلى أرض الميعاد ويعيدون فيها دولتهم البائدة، وهو يستفيد من أموالهم ودعايتهم في تأييد تلك الحملة ومقاومة النفوذ السياسي، أو المالي الذي يعترضها ويعوق حركاتها.” 53
40. “وواضح من خطة نابليون 1799 أنه لم يكن يريد المعونة العسكرية من الصهيونيين والتي لم يكن لها وجود، وإنما أراد بها جلب الفرق المزعومة التي قال إنها تهدد مدينة معونة الأيدي الخفية في مراكز السياسة العليا، كما أراد معونة المال إذا ضنت بها خزانة الدولة.” 54
41. “ومن أيام حروب نابليون، كانت بريطانيا العظمى تستعين بالصهيونية العالمية لتضييق الخناق على أعدائها، وضرب الحصار الاقتصادي المحكم على المعسكر الآخر ومن يعاملونه في أسواق التجارة.” 81
احتكار الصهيونية للدين واستغلال المال:
42. “تختلف أساليب الصهيونية بين عصر وعصر حسب اختلاف الحوادث والأفكار والمناسبات واختلاف وسائل الإقناع والدعاية والتأثير، ولكنها في جوهرها شيء واحد، تتلخص في استطلاع الأسرار والخفايا وتسخير سلطان المال لاستغلال الحركات الاجتماعية والعلاقات الشخصية بذوي النفوذ، والاتجاه بها إلى الوجهة التي تحقق لها مصالحها وأغراضها.” 57
43. “فالصهيونيون الذين يزعمون أن لله لهم وحدهم، وأنهم شعب لله المختار دون غيرهم، لن يقبلوا مشاركة أحد لهم في هذا الاحتكار، ولن تراهم قط مبشرين بدين يدعون الناس إلى الدخول فيه، خلافًا لأصحاب الأديان أجمعين.” 57
44. “إنهم كأصحاب الميراث الذين لا يقبلون شريكًا فيه، أو كأصحاب الشركة التي ينفردون بها ولا يوزعون على أحد سهمًا من أرباحها، فليس في استطاعتهم أن يقيموا سلطانهم على عقيدة عامة تشاركهم فيها الأمم، وليس في استطاعتهم أن يقنعوا الناس صراحة بقبول الفكرة النابية (الصهيونية العالمية)، وكل ما في وسعهم أن يهدموا عقائد الناس وأخلاقهم ودعائم أفكارهم وشرائعهم، ثم لا يخلفوها بعقيدة أخرى تقف لهم في الطريق.” 57
45. “أما إذا أصبح المسلم غير مسلم، وأصبح المسيحي غير مسيحي، وأصبح الوطني لايبالي بوطنه، وأصبح الضمير الإنساني ولا موضع فيه للحلال والحرام؛ فهي على الأقل في ميدان لا موانع فيه ولا عقبات، إن لم يكن فيه أعوان وأذناب.” 58
46. “الصهيونية حركة سياسية وليست دينية”. 7 و “الصهيونية في الزمن القديم لم تكن عقيدة دينية، بل نزعة سياسية”. 9
استغلال الصهيونية للشيوعية، والحركات الاجتماعية، والعلاقات الشخصية:
47. “إن بعض المؤرخين قد هالهم هذا الامتزاج بين الشيوعية والصهيونية فاعتقدوا أن الصهيونية قد خلقت هذه الثورة خلقًا، وصاغتها على يديها بمحض مشيئتها، بيد أنه غلو في تقدير قوة الصهيونية لا نقرهم عليه، وأنها على تشعب مساعيها واتساع ميادينها
48. “لأهون شأنًا من أن تخلق ثورة لم تخلقها أسبابها ولم تسبقها مقدماتها، وإنما شأنها كله أن تستطلع الأسرار الخفية، وأن تغتنم الفرصة السانحة، وأن تتسلل من الثغرة المفتوحة، وأن مثل الشيوعية لواحد من أمثلة كثيرة على أساليبها في استغلال الحركات الاجتماعية، والاتجاه بها إلى وجهتها في العصر الحديث.” 60
49. ” من أساليب الصهيونية العالمية استغلال الحركات الاجتماعية والاتجاه بها إلى الوجهة التي تريدها، وأحب هذه الحركات إليها من كان كفيلًا بهدم القيم والأخلاق وتفكيك أوصال المجتمع وتلويث العرف الشائع بين أهله، ولهذا ظفرت الحركة الشيوعية منها في العصر الحاضر بكل تشجيع وترويج”. 61
50. ” فلا يتورع الصهيونيون عن استغلال العلاقات الشخصية والانتفاع بنفوذ الرؤساء وأصحاب السطوة والجاه كلما احتاجوا إلى استغلالها،” 63
51. “عصبية الصهيونية الحمقاء داء قديم متأصل في نفوس القوم لا يسلم منه كبير فيهم ولا صغير” 6
52. “ولهذا لا نرى غرابة في تصدي طائفة من العلماء كلهم ملحدون لقيادة الدعوة الصهيونية.” 74
الصهاينة والتطبيع:
53. “حماقة خصومهم هي التي تنقذهم من حماقتهم” «ولا يزال العالم كله في خطر ما داموا يقبضون بأيديهم على زمام الدسيسة والغرور.” 78
54. الصهيونية ليست بالعظيمة، وليست بالهيّنة. 83
55. هناك في الغرب، والولايات المتحدة الأمريكية من يبغض الصهيونية ولم يجد معينا، ولو وجدوا معينا لهزموها. 84
56. أقول: يتحدّث الأستاذ عبّاس محمود العقاد عن أنّ صلف الصهاينة المعلن وكذا دسائسهم المعلنة من علامات سقوط الصهاينة. وأضيف الآن: يبدو أنّ العقاد لم يسمع بعد بهرولة العرب والمسلمين تجاه الصهاينة وهم صغار أذلاء لكسب ذلّ ومهانة الصهاينة. 85
57. أقول: التطبيع حرّر الصهاينة من العزلة العربية التي كان من المفروض أن تكون عاملا من عوامل زوال الصهاينة. وهذا ما لم يعشه العقاد في أيّامه. 90
58. قال صهيوني غربي: “وخلاصةفإنّ شعوب العالم مطالبة بإلغاء كل فارق بينها وبين اليهود، ولكن اليهودي غير مطالب بإلغاء الفارق الذي يقيمه بينه وبين شعوب العالم، ومطالب بالنزول عن عقيدة الشعب المختار الذي ميزه بها أجمعين، وأن دول العالم الكبرى التي تدير منظمات الأمم المتحدة مطالبة بالتدخل في شئون الأوطان الداخلية لتمكن اليهود من الاحتفاظ بعزلتهم وامتيازهم في نظر أنفسهم، اليهودية، وتنتظر الإنصاف فيها من الأقليات وتحقيق الشكايات التي تدعيها الدول الكبرى، ووراء هذه الدول نفوذ الصهيونية العالمية كما هو معلوم.” 92
59. “مشكلة اليهود في العالم لا تحل بإقامة الوطن القومي في فلسطين، وأنهم ينظرون إلى أوطان أخرى في القارة الأوروبية، وإلى حلول أخرى لمشكلة اليهود الفردية في كل بلد من بلدان الحضارة.” 95
60. “إن غفلة الأمم العربية وخيانتها لنفسها مطلوبتان لراحة الصهاينة وتخفيف متاعبها، فلم تتغفل الأمم العربية نفسها باختيارها أو على الرغم منها؟ ولم لا تخون قضيتها وتبيع حاضرها ومستقبلها إذا كان ذلك لازمًا لراحة الصهاينة ، وتخفيف المتاعب عن الصهاينة ؟ 100
61. “إن الأمم العربية يطلب منها أن تعجز باختيارها عن مقاومة الصهاينة في ميدان المعاملات، ويطلب منها أن تنظر إلى خنجر في يد صهيون فتفتح له صدرها، أو تأخذه من يدها لتغمده في تلك الصدور الخاوية.” 101
62. تحت عنوان: “الاستدمار الصهيوني”، يقول العقاد: “إن تعجيز العرب أجمعين عن مجاراة الصهاينة وحدها في ميدان الصناعة والتقدم أفدح خطوب الاستعمار منذ وجد الاستعمار، وهذا هو استعمار الصهيونية الذي يراد، ولا يستتر فيه المراد.” 106
63. أقول: ظلّ العقاد يردّد قوله تعالى عن اليهود “لايعقلون”.
64. “ولا ننسى أن الدول الكبرى تعينهم تعصبًا على الإسلام والعرب وإن لم يكن تعصبًا لهم،” 110 “ولن تحيا الصهاينة إذا بقيت مقاومة العرب راصدة لها في كفة انحلالها وفنائها ولو دامت لها معونة الثقلين، وهي لا تدوم ” 110
خاتمة الأستاذ عباس محمود العقاد:
65. “ولا يعنينا هنا أن الاضطهاد يقع أو لا يقع، ولا يعنينا أنه يروى على حقيقته أو يروى مبالغًا فيه، ولكن الواقع في جميع الأحوال أنه بضاعة نفيسة تستغلها الصهيونية العالمية، وتمزح فيها بين استغلال العطف الإنساني واستغلال الخوف من الأعداء.” 112
66. “إن صهيون عاشت من قبل على طوابيرها الخامسة في جميع الأقطار، وليس من طبيعة الطوابير الخامسة أن تعمر طويلًا إذا تفتحت عليها الأنظار”. 112
67. “إن صهيون قد عاشت من قبل بالبضاعة التي تسميها اليهود وغير اليهود، فإذا وقع الاضطهاد في العصر الحاضر فهو مشكلة لدويلة الصهاينة قبل أن تكون مشكلة للدول التي تضطهد اليهود، أو تحاول إنقاذهم من الاضطهاد.” 114
68. “وسيأتي اليوم الذي يعلم فيه الصهيونيون -كما يعلم غير الصهيونيين- أن قيام الصهاينة نكبة عليهم ونكسة بهم إلى عزلتهم الأولى وعصبيتهم الباطلة التي يعاديهم الناس من أجلها ويعادون من أجلها كل إنسان لا يحسبونه من خلق لله المرضيعنهم” 114
خلاصة القارئ المتتبّع:
69. كان العقاد صريحا، وجريئا، وواضحا، وثابتا، وغير متراجع.
70. أوصي بقراءة كتاب “الصهيونية العالمية” للأستاذ عباس محمود العقاد.
71. أوصي في المقابل بقراءة كتاب “المسألة اليهودية” للأستاذ مالك بن نبي، للتشابه الكبير والتطابق العجيب بين الكتابين وإن اختلفت طريقة كلّ منهما في الكشف عن جرائم الصهيونية، والصهاينة.
72. رحم الله الأستاذ عباس محمود العقاد على المعلومات الثّرية، والفاعلة التي قدّمها بشأن التحذير من الصهاينة.
73. إذا كنت تعتقد أنّ أسلوب العقاد “معقد؟ !” وصعب القراءة، ولا يمكن لأحد أن يفهمه، وأنّه ليس مروحة للقارئ، فأنصحك أن تبتعد عن قراءة الكتاب، ولتعلم أنّ هذا “الفكر؟ !” باب من أبواب الصهاينة، والصهيونية التي تغرس اليأس، وبثّ القنوط في النفوس وأنّه لايمكن محاربة الصهاينة لأنّهم “الجيش الذي لايقهر؟ !”.
74. من أراد أن يفهم حقيقة تقرير اليهودي بن يامين ستورا المقدّم للماكرو ماكرون، فليقرأ كتاب “الصهيونية العالمية” للأستاذ عباس محمود العقاد، وكتاب “المسألة اليهودية” للأستاذ مالك بن نبي خاصّة من زاوية حقيقة اليهودي، وحقيقة الصهيوني. وقد كتب ستورا تقريره من كونه اليهودي الذي يحقّق مصالح اليهود على حساب الجزائر، وتلك هي حقيقة اليهود والصهاينة التي كانت، وستظلّ.
75. ممّا فهمته من العقاد: دعك من صحة أو كذب اضطهاد اليهود، وركّز على أنّ الصهاينة يستخدمون الاضطهاد لإذلال الشعوب، وإفقارها، وتكوين ثروة وقوّة باسم الاضطهاد المزعوم.
76. يرى الصهاينة أنّ الربّ لهم وحدهم دون غيرهم ولذلك يتعمّدون نشر الرذيلة، والتقاتل، والنزاعات، والإلحاد، وسوء الأخلاق لأنّ الصهاينة لايقومون إلاّ على فساد غيرهم، والآخرون -حسب زعمهم- ليسوا أهل الرب الذي ميّزهم عن غيرهم وجعلهم شعب الله المختار دون سواهم.
77. “وليس للأمم العربية من خيار إلا هذه المقاطعة، أو سيطرة الصهاينة عليها بما تأخذه من خيراتها وتستفيده من جهودها” 23.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع