الشمس والغربال

179

عندما يكف الذهب الاسود
عن السيلان
وتجف الابار في الفيافي الغادرة
ويلعب الخمر
بروؤس الصهاينة العرب
ويلبس الفلسطينيون
ثياب الحداد
ثم يمشون وراء جنازة
وطن مسلوب
ويحملون جذوة النار
في ليل بهيم

على مدار سبعين عاما
فلسطين تضمد جراحها بنفسها
تتثاءب الشمس وتسأل الغربال
ما جدوى رتق الفجوات
في مهب الرياح
مع كل طلعة
ينزعج عباد الشمس
من الدوران
الشمس تطوي الظل
تحت القيظ المستجد

حتى اكياس القمامة
صارت ترقص
على  نعيق الغربان
منفضة سجائر
منتهية الصلاحة
تحتضرفي دوامة الدخان
وموتى بدون دفن
خارج الاكفان

في زقاق عتيق
تجاعيد شاحبة
تحفرها خيوط الشمس
في راحة  الغرباء المضطهدين

حتى الشمس والغربال
يستغيثان
انقذونا من المتلهفين
على التطبيع وتقسيم الارض
هذا الوحش  الجديد
الذي صار بين ظهرانينا
كالطوفان

بين شجرة وشجرة
ينمو فرع لقيط
الطيور تعرف ذلك
فهي ترفض ان تحط فوقه
ولا تحبذ بناء اعشاشها حواليه
أليس ذلك الفقيه المنافق
كالسيجارة المحتضرة
تنفث رمادا في أعين مريديه

التطبيع مثل الموت البطيئ
كما الاختناق
والدوس على الاعناق
فلا تضعوا ركوبكم
على عنق فلسطين
انها لا تستطيع التنفس

في زمن كورونا
كل شيء جائز
على حافة الارصفة
تهوي تماثيل تجار الرقيق
وحياة السود مهمة
وشرارة الانتفاضة التي لا تهدأ
ومحاولات الضم قد لا تصل
وثمة احصنة خشبية
لا تزال تصر على الركض
في سباق مع الطواحين الهوائية

بن يونس ماجن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع