الخونة الحركى

216

معمر حبار/
الخميس 16 جمادى الأوّل 1442 هـ الموافق لـ 31 جانفي 2020

أوّلا: مقدمة عرض الكتاب:

1. اشتريت الكتاب وقرأته في حينه وبتاريخ: الخميس 28 رجب 1440 هـ الموافق لـ
4 أفريل 2019 في حينه. وعصر البارحة حدّثني صديقنا Rachid Sekkai العامل
بإذاعة BBC النّاطقة باللّغة العربية يطلب منّي معلومات حول الخونة الحركى قصد
إعداد دكتوراه.

2. تحدّثنا عبر المحمول لمدّة 1ساعة و20 دقيقة. وطلب منّي أن أجمع له مادار
بيننا من حديث، فاخترت على الفور أن أعرض الكتاب وأزوّده بما ذكرته له كلّما
تطلب المقام ذلك، فكانت هذه الأسطر:

3. Fatima Besnaci-Lancou et Abderahmen Moumen , « LES HARKIS », Edition
Mehdi, Tizi-Ouazou, Algerie, Sans date, Contient 128 Pages.

*ثانيا: محتوى الكتاب:*

4. جاء في صفحة 20 مصطلح “الوجود الفرنسي”، وهذا تعبير يستعمله الاستدمار
الفرنسي. وفي الحقيقة هو الاحتلال والاستدمار الفرنسي للجزائر.

5. هناك نوعين من الحركى: قسم كان مع الاستدمار الفرنسي ثمّ انضم للثورة
الجزائرية، وقسم كان مع الثورة الجزائرية ثمّ انضمّ للاستدمار الفرنسي. 9

6. بعض الحركى انضمّ للثورة الجزائرية بسبب التعذيب الممارس عليه من طرف
الاستدمار الفرنسي، وبعض الحركى انضم للاستدمار الفرنسي بسبب التعذيب الممارس
عليه من طرف الثورة الجزائرية وكذا حكم الإعدام المطبق عليه من طرف الثورة. 9

7. بعض الخونة الحركى اختاروا أن يكونوا حركى بسبب تعرّض نسائهم وبناتهم وهم
أيضا للاغتصاب وكذا سلب الأموال، وكذا الوفاء للجيش الفرنسي المحتل بعد الحرب
العالمية الثانية. 10

8. الحركى ليس اختراع الاستدمار الفرنسي فقد سبقهم في ذلك الوجود العثماني في
الجزائر حين استغلّ الجزائريين في تثبيت أقدامه وفرض الضرائب. 13

9. استعمال مصطلح الحركى بصفة رسمية من طرف الاستدمار الفرنسي كان بتاريخ:
9 مارس 1831 وعلى رأسهم الزواف، وشاركوا في حرب 1870، والحرب العالمية
الأولى، والحرب
الهند الصينية. 14

10. أثناء الثورة الجزائرية 1954 ولقمعها تمّ إنشاء
جيش من الحركى
من طرف الاستدمار الفرنسي. 14

11. هناك فرقة من الخونة الحركى تحمي الريف من الثورة
الجزائرية، وفرقة من الخونة الحركى لحماية الإدارة الفرنسية المحتلة، وفرقة من
الخونة الحركى لحماية مصالح الاستدمار الفرنسي، وفرقة من الخونة الحركى
للتبليغ عن المجاهدين وإبلاغ جهات المراقبة التّابعة للمستدمر الفرنسي عن
تحركات المجاهدين. 15 – 16

12. المجرم السّفاح الجلاّد SALAN تعهد بعد اندلاع الثورة
الجزائر بضمان التوظيف والتأطير والاندماج للخونة الحركى، وكان يهدف إلى تكوين
الجيش الجزائري المستقبلي. 16-17

13. بمجرّد اندلاع الثورة الجزائرية أصبح الخونة الحركى
تحت إشراف مختص في الشعوب وفي التركيبة السكانية الجزائرية، والتي يرديرها
المستدمر الفرنسي المجرم. 16

14. منحت فرنسا المحتلة بطاقة حركي للخونة الحركى الذين
انضموا إليها ضدّ الثورة الجزائرية. 18

15. عرض المحتل الفرنسي على طفل جزائري في 13 من عمره أثناء
التحقيق ليعمل حركي في قريته مقابل إطلاق سراحه. 25

16. أقول: لفهم حقيقة الخونة الحركى الذين انضموا للثورة
الجزائرية في أواخرها لابدّ من الوقوف على الخونة الحركى الذين سرّحهم
الاستدمار الفرنسي، ومنهم 100 ألف حركي انضمّ للثورة الجزائرية. 28

*ثالثا: الخونة الحركى بعد استرجاع الجزائر للسيادة الوطنية:*

17. لم يذكر الخونة الحركى ضمن اتفاقية إيفيان في 29
مارس1962.

18. ابتداء من مارس 1962 منع الاحتلال الفرنسي الحركى من
الهجرة لفرنسا وتخلّت عنهم فرنسا المحتلّة لأنّ الخونة الحركى في نظر الاستدمار
الفرنسي غير صالحين وبالتّالي يجب منعهم من الذهاب لفرنسا. وبعض الحركى طردوا
بمجرّد وصولهم لميناء مرسيليا، وأعطيت تعليمات لرؤساء البلديات بطرد كلّ خائن
حركي يصل لفرنساولا يملك رخصة بالهجرة لفرنسا. 29-31

19. لم تقم الجزائر محكمة للخونة الحركى منذ استرجاع
السّيادة الوطنية 1962 وإلى غاية كتابة هذه الأسطر.

20. الحالات التي ذكرت من طرف الجزائريين والفرنسيين
والمتعلّقة بكيفية التّعامل مع الخونة الحركى إبّان استرجاع الجزائر للسّيادة
الوطنية كانت فردية ولم تكن باسم الدولة الجزائرية، وهذا يحدث في كلّ الدول
وعبر العصور.

21. ممّا جاء في اتّفاقية إيفيان أنّه لايحقّ للطرفين الجزائري
والفرنسي بمحاكمة الخونة قبل تاريخ وقف إطلاق النّار 19 مارس1962، والمقصود
طبعا هو الجزائر.

22. على إثر إتّفاقية إيفيان لم يتم محاكمة الخونة من طرف
رؤساء الجزائر ودون استثناء – أقول دون استثناء -، بل إنّ رؤساء الجزائر حاكموا
بعض الحركى باسم القانون العام. وكمثال على ذلك يحاكم الخائن الحركي على أساس
أنّه سارق، أو تنقصه بعض الوثائق، أو تعدى على أملاك غيره، وليس لأنّه حركي
حتّى لايقعوان تحت طائل الاتّفاقية التي تمنع محاكمة الخونة الحركى.

23. الحالات التي تمّ فيها التعامل مع الخونة الحركى في
الجزائر، كانت فردية وليس باسم الدولة الجزائرية. وهذا عبر جميع رؤساء
الجزائر، ودون استثناء.

*رابعا: ملاحظات القارئ المتتبّع فيما يخصّ الكتاب:*

24. هذا النوع من الكتب “الحركى” من النوع الذي يناسب
وبقوّة أحداث الجزائر لذلك اشتراه القارئ المتتبّع وقرأه في حينه حتّى أنّه
أجّل قراءة بعض الكتب لأنّها لاتتناسب وأحداث الجزائر.

25. سبق أن استنكر القارئ المتتبّع على دور النشر التي تطبع
الكتب في العاصمة وتكتفي بـ “الجزائر العاصمة” دون ذكر الجزائر وكأنّ العاصمة
هي الجزائر. ونفس الشيء أقوله لدار النشر التي اكتفت بذكر “تيزي وزو” دون ذكر
الجزائر وكأنّ تيزي وزو هي الجزائر. والمطلوب ذكر الولاية، ثمّ الجزائر.

26. يستعمل الكاتب طيلة الصفحات التي قرأناها مصطل “الحرب
الجزائرية”، وقد سبق لي أن قلت وأكرّر أنّ الاستدمار الفرنسي هو الذي يستعمل
هذا المصطلح ليخفي جرائمه ويظهر كذبا وزورا أنّ ماحدث في الجزائر إنّما هي “حرب
أهلية؟ !” بين الجزائريين.

27. ممّا وصل إليه القارئ المتتبّع وهو يقرأ وينهي قراءة
الكتاب، أنّ غاية الكتاب – في تقديري- أنّ الخونة الحركى ليسوا خونة؟!. 26

28. أطلق الكاتب مصطلح “الصراع” وهو يتحدّث عن الثورة
الجزائرية في مواجهة وحشية الاستدمار الفرنسي، وكأنّ الأمر بين دولتين
متنافستين وليس بين المحتل المجرم الفرنسي والجزائري الذي يدافع عن أرضه
وعرضه. 27

*خامسا: تجريم الخونة الحركى:*

29. أفهم الآن وبشكل واضح لماذا الجزائر ترفض تجريم
الاستدمار الفرنسي وسحبت القانون حين عرض يومها على المجلس الشعبي لأنّ
اتّفاقية إيفيان التي تمنع على الجزائر محاكمة الحركى الخونة هي نفسها التي
تمنع الجزائر من تجريم الاستدمار الفرنسي.

30. فرنسا التي أقرّت قانون “تمجيد الاستدمار!؟ “وتقصد
الاستدمار الفرنسي بالجزائر هي نفسها التي لاتعترف بإبادة الجزائريين وأنّ
الاستدمار جريمة، وهي نفسها التي مازالت لحدّ الآن تحاكم الخونة الفرنسيين
الذين تعاملوا مع هتلر كلّما سنحت الفرصة ولو كان في أرذل العمر.

31. لم يستطع حكام الجزائر ودون استثناء رفض الخونة الحركى
بصفة رسمية، وعبر مراسلات رسمية موثّقة. وكانت كلّ التصرّفات بطريقته الفردية،
وغير الرّسمية.

32. وأنا أعدّ مقالي بعنوان: “شتائم جيسكار ديستان وهدايا
بومدين”، وبتاريخ: السبت 19 ربيع الثاني 1442 هـ الموافق لـ 5 ديسمبر 2020،
وقفت عند المعلومة التّالية: إثر تأميم الجزائر للنفط، هدّد جيسكار ديستان
بومدين بطرد الجزائريين العاملين في فرنسا. ردّ عليه بومدين: سأطرد الفرنسيين
العاملين بالجزائر. ردّ عليه جيسكار ديستان: لاتستطيع أن تفعل ذلك، لأنّه
منافي لاتّفاقية إيفيان.

الشلف – الجزائر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات