الحب ثقافة
المايسة بوطيش
ثق، بانني من اليوم لن اثق
بمشاعرك التي جرحت خصري
بحبك العشوائي وزرعت على تلاله الوجع.
ثق، بانني لن اترك يدك تلمس يدي
ولا تلعب على جسدي بأطفرك.
ثق، انني لن أشعر بالغربة بعد فراقك لا اليوم ولا في الغد ، ولو
تؤسر ذاكرتي رسم شفتيك وهي تهندس على جسدي القبل.
ثق، انك لم تعد موجودا في غرفتي جالسا تحاكيني عن الحب وما فعل،
فاني غسلت كل جدرانها وحنطت أنثاي بتربة عتيقة من الصلصال
ولجمت افكاري لكي لا تشتاق لك.
ثق ان فكري مشغول بالذكر
والصبر لكي انساك للأبد.
وها قد افلحت ومحوتك من ذاكرتي
وصرت وكأنك لم تكن.
ثق، انك لن يؤجج اسمك كل الحنايا
ولن تغني لك الأماكن، اشتقت لك.
لم اعد اثق في مشاعرك الغير الموثوقة. لأنك لم تف بالعهد،
وها بممحاة الثقة قد مسحت اسمك وحبك المستبد من قاموس يومياتي
وإذ حاول العودة لن تجد إلا الاجحاف
والتجاهل
في متحف الذكريات.
ولن تكون غلافا لرواياتي
ولا عنوانا
يوصلك لقلبي الزجاجي، الطفل.
لم تعد كما كنت في السابق، حبيبا وخليلا وسلطان الذات حين جنيت على انوثتي
وعلى ذاتي
التي امنت في حبك يوما وصدقتك،
فانت من اليوم غير موجود في شتات افكاري،
ولا عطرا تعطر به احلامي ،
ولا منبراً القى عليه أشعاري.
ثق، الروح لن تطالب ونسا ليبدد انوثتي، ويشقيني،
ولا راع يراعي مشاعري ويدميني
ولا مشاعر حب تغريني وفي بحر ذو أمواج عاتية فيه، ترميني.
ثق، لن ألجأ لوطن ذكوري ليحتوني
ويسكرني لوهلة من قدحه و في جحر التيه و القسوة، حتما سيرميني.
فالحب ثقة و ثقافة و اخلاق، تعليني.
المايسة بوطيش، عين البنيان، الجزائر.