الحب الظل

299

الحب الظل

المايسة بوطيش

 

قال:
– أراك تتجولين من تله لأخرى
تتدللين وكأنك أميرة،
في زمن قلت فيه السلاطين؟

أراك تحلقين هنا وهناك،
ألا تحنين لأرضي المتعطشة،
ترى هل تبخر الحب الذي كنا نتقاسمه منذ سنين،
أم لتكسرين قلبي عمدا،
وبين التلال تتدللين
ولأجيج مشاعري لا تأبهين؟

ردت:
كنت من تعتلي أسواري
وتعبر بخفة كنسمة معطرة جدران حجراتي،
من يعرف نواياي النفسية وتقلباتي الجوية.
كنت وحدك من يعرف ما لا أعرفه عن نفسي،
و يشير بذكاء بما سأبوح وكأنه نفسي،
كنت وحدك من يعرف أسراري،
والإحساس العاطفي الذي يوجد في بحاري يداعب بحب صحف روايتي،
كنت تندمج بين الجمل وتركم موجي بالتفاعل،
ناظما وشاخصا لكل مفرداتي.

كنت ضميري المتكلم والشوق والتشويق في مخططاتي،
كنت الحاضر الغائب و من تتشابك
في طيفه الأحداث،
أنت الصورة المتحركة الصامتة
و النّاصته بين الأضلع،
تدفعني تدريجيا تارة ودفعة واحدة
نحو ربوة أين تنام كل أحلامي.

كنت البداية وأصبحت النهاية،
كنت الشغف والتشويق
وصرت ظلا ساكنا يبصر منعطفات دروبي من بعيد.

المايسة بوطيش، عين البنيان، الجزائر

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع