جميل أن تعمل المنظومة بصمت فهذا بالتأكيد يبعدها عن الضغوطات و يساعدها على الإنجاز و النجاح لكن ما تفعله الصين مع الأيغور و الهند مع مسلميها و مع أهالي كشمير ليس عملاً صامتاً و لم يخطر ببال الصين و الهند أن يكون كذلك لكن بخذلاننا لهاتين القضيتين أشعرنا أنفسنا و أشعرنا العالم من حولنا و كأن الصين و الهند تعملان بصمت رغم صدى الجرم الذي وصل أقاصى العالم .
لم تتحرك الأمم المتحدة و لم تتحرك المنظمات الدولية لنصرة الأيغور و الكشميرين و مسلمي الهند و ايقاف الجرائم الكبيرة و الإبادة التي تمارسها حكومتي الصين و الهند و ليس السبب فقط لأن الضحية هنا مسلمين فيمكن على الأقل إصدار بيانات شجب و استنكار كعادتهم مع كل حدث يصيب الضعفاء لكن كذلك لأن بعض ممن ينتمون للمسلمين و تصدروا قراراتهم هم من شرعنوا لما تفعله الصين و الهند بالمسلمين هناك و كأنه شأن داخلي لتلك الدول لا ينبغي التدخل فيه و أن للبيوت أسرار و نسوا أو تناسوا بأن تركستان الشرقية و كشمير هي مناطق تحت حكم ذاتي و إن لم تكن كذلك فيكفي رابطة الدين ليكون ذلك سبباً للتحرك .
نعم هكذا كانت ردة فعل ممن يُنتظر منهم النصرة فالمصالح فوق كل اعتبار و إنه لمن المؤلم أن تكون هذه هي ردة الفعل الرسمية تجاه قضية الأيغور و قضية كشمير و مسلمي الهند و كذلك ما يحدث للمسلمين في بورما و إذا أراد هؤلاء أن تعود لهم حقوقهم المسلوبة فلا ينبغي لهم الآن و مع ردة الفعل السيئة أن ينتظروا عوناً ممن تجمعهم بهم رابطة الدين بل حتى من سيفكر في عونهم سيمنعوه و سيكيلون عليه التهم كعادتهم و لذا فعليهم أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي و لا يرضوا بالهوان فالقوة لا تجابه إلا بالقوة و القوي هو من سيلفت الأنظار و يقود المفاوضات إن أرادوا أن يطرقوا أبواب المكاتب و ليتعلموا من طالبان الأفغانية لكن يبقى السؤال هنا :
كم يا ترى من جروح صامتة تسبب بها خذلاننا في آسيا و أفريقيا .. بل و في العالم ؟
محمد الدباسي
مؤلف و كاتب صحفي
رئيس التطوير في اتحاد الكتاب و المثقفين العرب
maldubasi@gmail.com