الثراء الفاحش في تاريخنا الإسلامي واستغلال النفوذ

187

كتب القاضي الرشيد بن الزبير في : ” الذخائر والتحف :
وكان لأحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف أيام ولايته الكرخ اسطبلات تشتمل على أكثر من عشرين ألف دابة وكان ربما حمل في اليوم الواحد على أكثر من ألف فرس وكانت له خزانة سروج فيها ستة آلاف سرج وخمسمائة سرج سوى المخلع منها والمصاغ الذي لم يركب وكان في بيت ماله ستة آلاف ألف (ستة ملايين )درهم وخمسمائة ألف دينار في بعض أوقاته سوى ما عنده من خزائن السلاح والكسوة والطيب والشراب والفرش والطرائف وغير ذلك مما لا تحد قيمته.
لو كان هذا الشخص في عصرنا لملك عشرين ألف سيارة فارهة (دابة في ذلك العصر) وستة ملايين درهم (تقارب مليار دولار)فالدرهم القديم بسعر اليوم مائة وعشرون دولار
ونقل محمد كرد علي كتابه ” الإسلام والحضارة العربية “:
أن الوزير التركي ” سنان باشا ” الذي كان واليا على الشام ومصر وفتح اليمن وتونس وتولى الصدارة (رئاسة الوزراء) غير مرة قد خلف بعد موته تركة تتمثل فيما يلي:
.160*مصحفا مرصعا بالدر والجواهر
ثلاثون طستا و إبريقا من الذهب مرصعة بالدر والياقوت. *
*خمسة صناديق زبرجد عليها خمسة أقفال من الذهب مرصعة بالجوهر وفي داخل كل صندوق منها مائتا مثقال من الإكسير ،كل مثقال منها ألف قنطار من الحديد يستحيل ذهبا خالصا .
وشطرنج بيادقه البيض ماس وبيادقه السود لعل كذا. *
مائتا مرآة مرصعة بالدر والياقوت. *
اثنان وثلاثون زوجا من الركابات ذهبا مرصعة بالدر والياقوت. *
*ستون “رختا” من الذهب مرصعة بالجواهر.
. ومثلها سلاسل ذهبية *
أربعمائة “رخت ” فضة مطلية بالذهب. *
*مائة وستون رشمة ذهب.
*أربعمائة رشمة فضة.
*مائة وستون سرجا مرصعة بالدر والياقوت .
*ومائة ستون عباءة مكللة باللؤلؤ الرطب.
*ومائة وستون سكينا ذهبا مرصعات بالدر والياقوت.
*وثلاثمائة و أربعون تاجا مرصعة بالجواهر.
*ومائتان وستون “حمايليا” مرصعة بالدر والجواهر.
* ومائة وستون خنجرا ذهبا مرصعة بالماس.
*ومائتان وثلاثون زنارا من الجواهر.
*ومائتان وستون ” بازونة” مرصعة بالجواهر.
وغيرها من الكنوز .
هذان نموذجان من الأشخاص الذين استعملوا نفوذهم وحققوا ثروة طائلة و ما أكثر الأمثلة في تاريخنا القديم ! و كأن التاريخ يعيد نفسه هذا الذي تسبب في انهيار الأمة وانحدارها إلى الدرك الأسفل من التخلف والضياع.
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية :شدري معمر علي *
alichedri@gmail.com
————————
المرجع :القلائد من فرائد الفوائد الدكتور مصطفى السباعي،دار ابن حزم 2010

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات