ارهاق

250

مرهقة أنا
مثل رابية كتوم
تسفيها الرياح
صيف شتاء
تزاور
عنها شموس النهار
ويألف فانوسها
القمر الموارب
خلف سحاب
رابية
شبع الطير
على كتفيها وقوف
واستجارت بها
قبرات حسان
من صقور
يركبها العنفوان
وصيد الخوافي
و
حرث
السماء
***
رابية أنا
تحصي السنين
على متنها
وشاحا وشاحا
من مطر
من ثرى
من حروب
من سيول الغجر
يرتدي صحوها
سحابا ثقيلا غريبا مهول
له ملمس الموت
ولون العاصفة
***
حجرا إثر حجر
كتلا بعد كتل
سرقتها
كحصاد القمح
كجمع أكواز الذرة
كلملمة التمر
من نخل الجنوب
سرقتها الريح
لم يعد في قمتها
الا الهواء
لم يعد في جانبيها
غير كسوف الشمس
وخسوفٍ للقمر
بددت أحلامها بالغاب الكثيف
الظل
وشميم الزعفران
والفطر المظلة
و وريقات مشرقات
تنمو ما فوق جذع
وتزحف مثله صعداً
و ورود خلف صدع
صور جمعتها في الخيال
أحلامٌ … رؤى
لم يعد منها
غير صفصاف ذبول
ومن أشجارها
السامقات بذهنها
لم يعد
الا هشيما وذيول
ومن العمر
عجاف
تنتظر
باصطبار مهيب
ساعة
للرحيل
*****

سمية العبيدي / بغداد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع