إن الله يحب المحسنين

149

المجتمعات المتحضرة مجتمعات محسنة تحب الإتقان في كل شيء، في مبانيها
المتناسقة و طرقها الواسعة وحدائقها الغناء، فحيثما قلبت نظرك في محيط هذه
المجتمعات وجدت الجمال في أعظم تجلياته فالفرد هناك يعرف كيف يؤدي عمله بحب و
إحسان وجودة فلا نستغرب أن تحتل تلك الدول قائمة الأحسن دخلا و الأكثر أمنا و
الأقل فسادا فتعليمها متميز يركز على المهارات والقيم .
وعندما نلقي النظر على واقع دولنا العربية فماذا نجد ؟نجد الفقر والعوز
والفوضى في كل شيء في السياسة والثقافة والعمران ، مجتمعات بعيدة كل البعد عن
الإحسان والإتقان والجودة فهي الدول الأكثر فسادا وتخلفا ، في نظامها التعليمي
والسياسي فأين الخلل إذن؟ فديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الإحسان في كل شيء
وعندما نتأمل في مفهوم الإحسان نجد أنه يتكون من ثلاثة أمور :
أولا : كف الأذى: فالمحسن لا يمس غيره بسوء ولا يلحق به الضرر النفسي والمادي
بل يحمل لغيره الحب والخير والجمال ويسعى من أجل إحلال السلام.
ثانيا : العطاء المادي: فالمحسن يفكر في غيره من الفقراء والمساكين والمحتاجين
فيعطيهم من ماله الخاص ويدخل عليهم السرور وهذا العطاء المادي يدل على نفس
سخية كريمة محبة للخير.
ثالثا : العطاء المعنوي: فالمحسن إذا لم يملك مالا ليعطيه فهو يعطي من روحه
عطاء معنويا فيبتسم لإخوانه ويحمل لهم في قلبه كل الحب والخير والمودة.
وقمة العطاء المعنوي كما قال أحد المفكرين أن تجعل من نفسك نموذجا يقتدى به
على صعيد السمو الأخلاقي والنقاء السلوكي وعلى صعيد الأداء الجيد والنجاح
الباهر والتفوق العظيم .
فاللهم اجعلنا من عبادك المحسنين المتقنين المجودين لأعمالهم حتى ننال حبك
ورضاك ونكون من الفائزين .
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري معمر علي *

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع