إلهان شوماك الشاعر الكردي القابع خلف الزنازين التركية

276

إلهان شوماك

الشاعر الكردي القابع خلف الزنازين التركية

ذكريات الحرية والحب والرفقة تملأ قصائده

كتابة / جورج رتيس

ترجمة / أحمد فاضل

تم القبض على الشاعر التركي الكردي إلهان شوماك عندما كان طالباً يدرس الجغرافيا فيجامعة اسطنبول بعمر 22 سنة ، وهو لا يزاليقبع خلف زنازين الأتراك نتيجة لحكم أصدرته محاكمهم لمدة 26 عاماً ، دون ذنب يذكر سوى أنه ” كردي” قد يكون منتمياً إلى منظمة سياسية كردية بحسب أوراقهم الرسمية المقدمة ضده ، وهو ما لم يثبته القضاء التركي ، ولم يتم تقديم أي دليلجاد لإثبات ذلك ، وكان ” الدليل “الوحيد هو اعترافه تحت التعذيب ، وقد تم تسليط الضوء على ذلك في نداءات كثيرة لتحريره ، وهذه ليست المرة الأولى في اعتقال وسجن كاتب تركي ، فقد سبقه ناظم حكمت وهو من كبار شعراء تركيا الذي توفي عام 1963 ، وبغضالنظر عن سجن الكُتاب هناك ، فقد سُجن الكثير من الطلاب أيضاً منذ عام 2013 بسبب الاحتجاجات ، فهناكأكثر من 70.000 طالب في السجون التركية وسيكون العدد الإجمالي أكبراً منذ محاولة الانقلاب العسكري لعام 2016 ، والرقم الدقيق غير معروف .

وبعد الانقلاب الفاشل فيعام 2016 ، تم إغلاق حوالي 53 صحيفة ، وتم حظر العديد من المنظمات الإعلامية ، وهناك احتجاز منتظم قبل المحاكمة لأولئك الذين يكتبون أو يشاركونرسائل وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتقد أنها تخريبية – بحسب قول السلطات التركية – وقبل كل شيء ، ربما يكونالسكان الأكراد والكُتّاب الأكراد هم الأكثر تضرراً ، ووجود الشاعر شوماك في قلب الأدب الكردي ذاته في خطر ، فقد كانت مخاوفه عنصرية ومليئة بذكريات الحرية والمحبة والرفقة ، كما كتب في قصيدة ” الحياة لا تكذب ” ، ترجمة الكاتبةوالشاعرة الإنكليزية كارولين ستوكفورد وهي مترجمة للشعر والأدب التركي إلى الإنكليزية والويلزية، تكتب وتؤدي الشعر باللغتين الإنكليزيةوالتركية وتحمل درجة الماجستير من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن فيتاريخ اللغة التركية ، لقد ترجمت شعر الشعراء الأتراك الكلاسيكيين والمعاصرين في ورشةعمل كوندا الدولية لمترجمي الأدب التركيعلى مدى السنوات الثلاث الماضية ، وهي تترجم حالياً روايتين تركيتين وشاركت في ترجمة شعر كوتشوك إسكندر إلى اللغة الويلزية :

أنا بين القمر والمد والجزر

بين الهمس والصراخ

عندما كنت طفلاً ، كان لا يزال لدي نبض طفل ، كنت رهينة ابتسامةأمي وهي فرحة تجمع الرمان .

عندما نظرت من النافذة إلى الضوء الواسع في حديقتنا

شاهدت الأيدي وهي تلوي شجرة الفاكهة ،

في تلك الأوقات التي ما زلنا نسمع أصوات الضفادع ،

وعندما مرت المرأة بحياتي ، كانت البحيرة زرقاء

عرفت قيمة اللون الأزرق ، فهمت الألم أيضاً ،

من على خطوات الحياة .

كانت اتصالات شوماك معالعالم الخارجي محدودة للغاية فقد تم نقله من سجن إلى آخر لمنع والديه من الوصولإليه ، لكنهم كانوا يتبعونه في كل مرة ، من الجدير بالذكر أن بريطانيا لديها علاقات اقتصادية قوية مع تركيا ويمكن أن تطالب بالإفراج الفوريعن شوماك كشرط مسبق لأي اتفاق وقد تأخرت استئنافات الحكم الصادر ضده باستمرار ، لكن شعرهوصل إلى القراء أكثر من أي وقت مضى .

عن / صحيفة الغارديان البريطانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع