أسماء
قصة قصيرة
تأليف /حسن ابوقباعة المجبري ٢٠٠٢
حين تزدحم الأماكن بقاطنيها المتسربين كنسلا مشوه، بمختلف أبجديات الاقتراف الطامعين في تساهيل الحياة بطرق وسلوكيات قذرة.. بنمطية احتراف
لمتمردين تغلغلوا بأنفس مريضة، ليترجموا إحداثيات شاذة، أبتعدت عن نواميس المألوف ، وليفرضوا على بقية السكان واقعا أليماً، فنتجت صور اجتماعية، جديدةو غريبة، زاهية فقط لمقترفيها !!.. كالحة السواد فقط للشرفاء، وأبناء الأصول !!
…طقوسهم كانت مختلفة كل الإختلاف.
..فحين تكتظ الشوارع الضيقة والأزقة بختلف صنوف البشر، المفرغة لما تعتمره دواخلهم و أنفسهم من ثقافات، لتخرج في شكل نتاجات قذرة، تنحدر بالحي وقاطنيه إلى الدرك الأخلاقي الأسفل، بمنتهى الإسفاف.
هؤلاء الحتالات، عبثوا بنا فترجموا إحداثيات عاداتهم الشاذة عن ماأستقيناه من ثقافات تربوية مُستمدة من رسائل سماوية تهاطل علينا بها جبريل الملائكة عليه السلام…يا منتهى الاستخفاف .
يعيشون في فوضي يتقابلون بفوضي ، يتبادلون الحديث وأشياء الرذيلة بفوضي، ويكتسبون شتى أنواع المعارف والأصدقاء بهذه الفوضي ! يتوافدون عليهم من كل الأعراق الفوضويون !! لينهلوا المحرمات بشتى أنواعها.
لم يكترث أحد منهم بإنحدار العلاقات … علاقاتهم الفوضوية !
…الحقيقة يتغاضون عن الخوض في الحديث عن الرذيلة التي يرتكبونها!!، وكأنهم لا يعلمون !.
..اشتروا الحياة الدنيا بحماسة، وباعوا الآخرة.. يحبون الحرام حباً جما ، مثلهم كمثل حمارا حمل الأسفار.
في مراحيض مساجد خلوات الصلاة يمارسون الرذيلة، وأثناء صلاة التراويح فئ شهر رمضان ينسلون خلسةيستغفلون الساجدين ، ليقابلوا عشيقاتهم شريكاتهم في الرذيلة يتباعدون عن المسجد والصلاة .
وحينما يعجزون عن إيجاد من يعبث بهم أو فيهم، يعبثون بأنفسهم .
يناصرون الدين بقوة وشدة ويعيشون بطقوس دينهم الهجين هم وفتواتهم، فيلعبون في المساجد وفى المراقص يخمرون .
هؤلاء التافهون هم الأبطال في حارة الشياطين.
تناسلوا بكثرة فتكاثروا فتسببوا في ازدحام سكاني مربك ومرتبك .
يقال أن جدهم وفد من بلادً أجنبية، جاء مع العسكر كخادم، حينما استعمر الطليان الأراضي الليبية.
وفد كلقيطً من بقعة لا يعلمها غيره وكذلك الله العزيز العظيم، وأنسل كهارب من خدمة العسكر، ليستقر في حارة الشياطين تلك الحارة التي لا يُدلي سكانها بشهادة الحق والساكت علي الحق شيطان أخرس ، فتناسي السكان اسم حارتهم فأصبحت تسمي بهذا الإسم المخيف .
فضل من نسل الجد حفيداً وحيدا هو حامد الطبال الذي لا يترك الطبلة إلا حين يشاهد البوم الأبيض خارجاً أو عائدا إلي عشه في نخلة عائلة بو شان ، وليقترن بأسماء ابنة زمار الحارة والتي تتبرع بجهدها وعرقها وكل شيء أثناء وجودها في دكان والدها كبائعة ، ذلك الدكان الرائج بالزبائن الأتراك دكان الزمار أحد دكاكين سعيد الوحيد الذي تعمل به فتاة فائقة الجمال وتتقن التعامل مع كل الزبائن الذين يشدهم صوتها حين ترغب في الرد علي بعض الكلمات الأجنبية ”
“كان يو قيف مي بوكس اوف سيقاريت؟”
احد الزبائن الأتراك يطلب .
وترد هي :-
وتز ذا كايند اوف ات؟
فيجيبها :
كنت بليز
لتمنحه علبة من سجائر نوع كنت مقهقهه مرددة :-
” كنت ذا بيست سيقاريت ات ذا ورود نوت مالبوروا نوت ونستون ذاتس بيفور روثمان سيجاريت “
وتنتهي في أحضانه في ردهة من ردهات دكان والدها الزمار، لتخرج منتشية متمتمة اللي بعده و تضيف هو ذا سكند ؟
كان حامد الطبال هو انسب عريس لأسماء جراء هروب ماركوس احد الزبائن الأتراك إلي بلاده تاركاً الفتاة في ورطة بداية الحمل الغير شرعي!
.. تزوجت من (الطبال حامد)، الذي يزعجها دائما بصياحه كذلك حينما يري البوم الأبيض ناعقاً .. محُلقا في سماء حارة الشياطين منذراً حينها بخراب حارة الشياطين.