أحمد طالب الإبراهيمي من خلال مذكراته الرّابعة

282

أحمد طالب الإبراهيمي من خلال مذكراته الرّابعة

معمر حبار


Ahmed TALEB-IBRAHIMI “Mémoires d’un Algérien, Tome 4: Crainte et espérance, 1988-2019”, Edition CASBAH, Janvier 2023, Contient 395 Pages.
مقدمة القارىء المتتبّع:
قرأت عن الكتاب، عبر صفحة صديقنا Cherif Abdou. ، وهو الذي دلّني على المكتبة التي تبيع الكتاب، فطلبت من ابني أن يتّصل بالمكتبة، فاشتراه لي عبر الشبكة العنكبوتية. فكلّ الشكر لصديقنا الكريم، ولابني العزيز.
يتعمّد أحمد طالب الإبراهيمي الغموض، وعبر عدّة صفحات، ويطلب أحيانا من القارئ أن يفهم موقفه أو عبارته حسب قراءته، ويتركها -عمدا- غامضة، وللأيّام القادمة. وكتبت عدّة مرّات عبارة “لم أفهم”، على هامش الصفحات التي تحمل الغموض، وحسب قراءتي.
قال في صفحة 118: “لم نقل كلّ شيء أو لانستطيع قول كلّ شيء في هذه المذكرات”.
أحمد طالب الإبراهيمي الذي يكتب، ويحرص على الكتابة باللّغة الفرنسية:
ينتمي أحمد طالب الإبراهيمي، رزقه الله الصّحة والعافية لما أسميته مرار بالجيل الذهبي من الكتاب الجزائريين الذين أبدعوا، وتميّزوا، وتفوّقوا في الكتابة باللّغة الفرنسية، وهم أولى بجائزة نوبل في الكتابة باللّغة الفرنسية من المجرم اللّئيم ألبير كامي. وسبق أن قرأت كتابه Lettres de prison، وعرضته عبر مقال، وكان أحمد طالب الإبراهيمي، مبدعا في الكتابة باللّغة الفرنسية.
أحمد طالب الإبراهيمي يضحك على الجزائريين، حين يتغنى بالدّفاع عن اللّغة العربية ويكتب باللّغة الفرنسية، وهو الذي يحسن اللّغة العربية كتابة ونطقا، وقد ذكرت ذلك -وما زلت- في كتاباتي غير نادم ولا آسف.
قرأت له -فيما أتذكر-، قوله: كتبت مذكراتي السّابقة باللّغة الفرنسية لأنّ الوثائق يومها باللّغة الفرنسية، وهو يردّ –يومها- على الذين يعاتبونه عن الكتابة باللّغة الفرنسية. أقول: لكن المذكرات الرّابعة حديثة العهد، وما بعد سنة ألفين. فهل وثائقها مازالت تكتب باللّغة الفرنسية؟
من محاسن مذكرات أحمد طالب الإبراهيمي :
من أعظم الأعمال التي قام بها أحمد طالب الإبراهيمي، أنّه جمع مذكرات أبيه البشير الإبراهيمي رحمة الله عليه في خمس مجلدات على شكل مقالات، وكتب مذكراته الشخصية في أربع مجلدات، وبهذا تكون مذكرات الأب والإبن في تسع مجلدات. وهذا عمل عظيم يحسب له، ويضاف له، ويشكر عليه.
لاأعرف -في دنيايي، وفيما قرأت، ولغاية هذه الأسطر- أنّ أحدا كتب عن أبيه، وعن نفسه، وفي نفس الوقت، وفي حياته، وبهذه الضخامة.
امتازت مذكرات أحمد طالب الإبراهيمي بالدّقة، ومضبوطة، ومؤرّخة، واعتمد بكثرة على الجرائد النّاطقة باللّغة الفرنسية كمرجع، والرجوع إلى خطبه وحواراته ولقاءاته بسهولة وسرعة، ولم يشكو ضعفا في الذاكرة. وامتازت مذكراته بالإتقان من حيث الترتيب، والتنظيم. ولا أبالغ إذا قلت أنّ الجزائريين من الجيل الذهبي الذين يكتبون باللّغة الفرنسية كلّهم بهذا التنظيم والتّرتيب، وأحمد طالب الإبراهيمي واحد من هؤلاء الجزائريين الذين يكتبون باللّغة الفرنسية.
يكتب أحمد طالب الإبراهيمي بلغة فرنسية عالية جدّا. وبالتّالي لامجال للخطإ، ولا للتأويل. وهذا شأن الجزائريين من الجيل الذهبي الذين يكتبون باللّغة الفرنسية. وملاحظاتنا تدخل ضمن هذه الزاوية لأنّ حديثه لايحتمل التأويل، ولا يمكنه أن يخطئ في الكتابة باللّغة الفرنسية.
للأمانة، لم يضف أحمد طالب الإبراهيمي في مذكراته الجزء الرّابع جديدا لانعرفه. وهي أحداث عشناها، وكتبنا عنها في حينها ومن زاويتنا. وتظلّ مذكراته مرجعا يعود إليها من يحتاجها، وله بالغ الشكر على المجهودات التي قدّمها في هذا الشأن.
حقد أحمد طالب الإبراهيمي على بن بلة انتقل للحقد على مالك بن نبي:
قال عن أحمد بن بلة رحمة الله عليه: كان أحمد بن بلة يتلقى الدعم من القذافي وصدام حسين، حين كان في الخارج. وأسّس حزب، وجريدة “البديل” لمحاربة الرئيس الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه.
قال: رفضت أن أستقبل أحمد بن بلة في بيتي حين أراد أن يزوره في بيته بتاريخ ديسمبر 1990، أثناء عودته للجزائر عائدا من أوروبا. وبمناسبة مرور عام واحد على وفاة الرئيس حافظ الأسد رحمة الله عليه بسورية. وأجبر أحمد طالب الإبراهيمي على مصافحة أحمد بن بلة ببرودة، ، بعدما طلب منه ذلك يحياوي وهو يلح عليه أن يصافح بن بلة حتّى يظهر الوفد الجزائري متناسقا أمام الحضور، ولا يسيء إلى الجزائر.
ممّا فهمته أنّ أحمد بن بله تجاوز أحقاد الماضي، بينما أحمد طالب الإبراهيمي مازال يتشبّث بأحقاده تجاه أحمد بن بله.
قال أحمد طالب الإبراهيمي في صفحة 40، وهو يشرح سبب رفضه استقبال أحمد بن بلة في بيته، والذي جاء خصّيصا لزيارته وهو قادم من أوروبا، وحسب ترجمتي وبالحرف: ” أنا مستعد أن أسامح الذين مسّوا شرفي لكن أبدا لن أسامح الذين أساؤوا لأبي”.
ممّا وقفت عنده أنّ أحمد طالب الإبراهيمي لايفرّق بين كونه ابن البشير الإبراهيمي، ووزير لدى الدولة الجزائرية فاختلطت عليه المهام، وظلّ يحمّل الجزائر أحقاده الشخصية باسم شخصه، وليس باسم الدولة الجزائرية.
هذه الملاحظة تدفع القارئ المتتبّع لتوضيح قراءاته السّابقة التي سبق أن أعلن عنها، وهي: أحمد طالب الإبراهيمي حاقد على أحمد بن بلة، وهذا مادفعه للحقد على مالك بن نبي رحمة الله عليه. فحقده على مالك بن نبي رحمة الله عليه، راجع -بالإضافة إلى عوامل أخرى-، لحقده الشديد على أحمد بن بلة.
حقد أحمد طالب الإبراهيمي على مالك بن نبي، لم يكن أبدا ومطلقا لـ: “اختلافات فكرية”. وقد ذكرت ذلك في مقالات عدّة، ومناشر كثيرة منشورة، ومنثورة، وغير محذوفة، وذكرت أسباب الحقد لمن أراد الزيادة.
أضيف: جاء انقلاب 19 جوان 1965، ضدّ الرئيس أحمد بن بلة وكلّ مايتضمنه ويحيط به. والأستاذ مالك بن نبي كان من المقرّبين جدّا لأحمد بن بلة، ومن المدافعين عنه. وبما أنّ أحمد طالب الإبراهيمي يحقد على أحمد بن بله، فهو بالتّالي يحقد على المقرّبين منه، والمدافعين عنه، فلزم بالتّالي الحقد على مالك بن نبي باعتباره من المقرّبين لأحمد بن بلة. بالإضافة طبعا إلى عوامل أخرى كالغيرة، والحسد، وجمرة الشباب، والنفوذ، وحب الظّهور. والمسألة لاعلاقة لها بالتنافس الفكري، فيما -مازلت- أعتقد.
مازلت أزعم -وإلى أن تكذّبني الأيّام-، أنّ الرئيس هواري بومدين أقحم أحمد طالب الإبراهي في حكومة انقلاب 19 جوان 1965، للاحترام الذي كان يكنّه لأبيه البشير الإبراهيمي، وليتكفّل بممارسة حقده على أحمد بن بلة، وليس لكفاءة سياسية. وما زلت أزعم أنّ الرئيس الشاذلي بن جديد، أقحم أحمد طالب الإبراهيمي في حكومته، للاحترام الذي يكنّه لأبيه البشير ابإبراهيمي.
أحمد طالب الإبراهيمي الذي جاء على ظهر دبابة:
يستنكر أحمد طالب الإبراهيمي تدخلّ الجيش في الحياة السياسية.
أقول: مايجب ذكره أنّ أحمد طالب الإبراهيمي جاء على ظهر دبابة أثناء انقلاب 19 جوان 1965، وظلّت الدبابة ترعاه وإلى غاية خروجه من الحكم سنة 1988. فهو لم يستنكر تدخل العسكر طيلة حياته السياسية 1965-1988، وهو يومها في حضن الدبابة طيلة هذه السنوات.
يعيب وباستمرار على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رحمة الله عليه، أنّ الجنرال العربي بلخير هو الذي نصّبه، وأنّ الجيش هو الذي نصّب بوضياف، وعلي كافي. أضيف: والعقيد هواري بومدين هو الذي نصّب أحمد طالب الإبراهيمي وجئ به على ظهر دبابة انقلاب 19 جوان 1965، والجيش هو الذي نصّب أحمد طالب الإبراهيمي طيلة سنوات حكمة 1965-1988.
ذكر أحمد طالب الإبراهيمي في صفحة 127، أنّ مدير حملته للانتخابات الرئاسية هو جلول خطيب، نظرا لتجربته الطويلة، وكونه عمل كأمين عام لدى وزارة الدفاع، ووظائف أخرى.
يعترف أحمد طالب الإبراهيمي في صفحة 128، أنّ هناك ثلاثة عناصر دفعته للدخول إلى الانتخابات الرئاسية 1999، وهي: الرئيس يامين زروال (وهو جنرال)، وقائد الأركان الجنرال محمّد العماري، وجريدة الجيش النّاطقة باسم الجيش الوطني الشعبي.
أقول: ظلّ أحمد طالب الإبراهيمي يعيب على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رحمة الله عليه، دخوله الرئاسيات تحت قبعة الجيش، وهاهو أحمد طالب الإبراهيمي يفعل نفس الشيء، ويتبع نفس الخطوات، ويدخل للانتخابات الرئاسية تحت قبعة الجيش.
أحمد طالب الإبراهيمي وبوضياف:
قال وهو يتحدّث عن بوضياف: “هذه الاستعانة ببوضياف بعد 29 سنة من اللّجوء الطوعي”. أقول: يفهم من حديثه، أن بوضياف غادر الجزائر طواعية وبإرادته، ولم يطرده أحد.
نقل عن بوضياف رفضه أن يكون هواري بومدين رحمة الله عليه، قائدا لهيئة أركان جيش التحرير الوطني أثناء الثّورة الجزائرية. 60
أقول: ممّا فهمته من قراءتي -ولم يعلنه صراحة أحمد طالب الإبراهيمي-، أنّ أحمد طالب الإبراهيمي تأسّف لكون بوضياف لم يستعن به، ولم يقرّبه إليه حين حكم الجزائر بعد إلغاء الانتخابات التشريعية في 11 جانفي 1991، وكان يتمنى -حسب قراءتي- لو استعان به بوضياف لعلاقات قديمة تربطه به، وقد ذكرها.
التحدّث عن الجزائر خارج الجزائر:
قال أحمد طالب الإبراهيمي في صفحة 75 و124، أنّه يرفض الحديث عن الجزائر خارج الجزائر، ثمّ يساند بعدها بقوّة “اجتماع سانت إيجيو”، الذي ضمّ الأجانب الحاقدين على الجزائر رفقة بعض الجزائريين، ليتحدّثوا عن الجزائر أيّام العشرية الحمراء. وقد عاتبه الرئيس يامين زروال رزقه الله الصّحة والعافية. وظلّ أحمد طالب الإبراهيمي متشبّثا بموقفه، ومدافعا عنه فيما يخصّ الحديث عن الجزائر، وخارج الجزائر.
أضيف: تلقى أحمد طالب الإبراهيمي الدعوة لحضور إجتماعات سانت- إيجيو. 91
لم يحضر الاجتماع لأسباب تتعلّق بالمكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، كما أخبر بذلك مهري رحمة الله عليه، حين زاره بتاريخ 16 نوفمبر 1994.
مايعني، أنّ عدم مشاركته (وليس رفضه المشاركة)، راجع لأسباب فنية شخصية، ولا علاقة لها إطلاقا وأبدا برفضه لعدم مناقشة القضايا الجزائرية خارج الجزائر، كما كان يزعم من قبل.
جاء في صفحة 93: استجبت لدعوة سانت-إيجيو بعد الجولة الثّانية من اجتماعات سانت-إيجيو، وزار روما بتاريخ: 17 جانفي 1994. وتحدّث معهم عن الجزائر، وبرمجوا له لقاءات مع أعضاء لجنة سانت-إيجيو، لدراسة الأوضاع بالجزائر في إيطاليا. وذكر أنّ اللّقاء الثّاني ألغي في آخر لحظة. وذكر التبريرات التي دفعته لقبول دعوة سانت-إيجيو.
أكرّر: مازال أحمد طالب الإبراهيمي مناصرا، ومدافعا، ومتحمّسا لسانت-إيجيو، ولدراسة أوضاع الجزائر خارج الجزائر.
يضع حضوره اجتماع سانت-إيجيو بتاريخ: 3و4 أكتوبر 2001 ضمن نشاطاته الثقافية، ويفتخر بها، ويفرد لها عنوانا. 278
أحمد طالب الإبراهيمي والعشرية الحمراء:
ممّا وقفت عنده أنّ أحمد طالب الإبراهيمي وهو يتحدّث عن العشرية الحمراء، اعتمد على الجرائد النّاطقة باللّغة الفرنسية كمرجع له وهي التي أشعلت النيران، وأحرقت الجزائر، وساهمت بشكل كبير في إطالة عمر العشرية الحمراء.
يضع العشرية الحمراء بين شولتين، هكذا “العشرية الحمراء”، ولم يذكر السبب، ولم أعرف السبب.
للمرّة الثّانية وعبر صفحة 122، يستعمل مصطلح العشرية الحمراء بين شولتين.
أحمد طالب الإبراهيمي وضعف التعريب، وحقد فرنسا:
قال في صفحة 125: بدأ تعريب السنة الثّانية ابتدائي سنة 1966 حين كنت وزيرا للتربية، ولم أنجح في مواصلة التعريب، والذين سبقوني قاموا بتعريب السنة أولى ابتدائي.
أقول: ثمّ راح يبرّر عجزه، وفشله في عدم تثبيت وتعميم التّعريب. وتبريره كان أسوأ من فشله وعجزه، ولو صمت لكان أفضل، ولوجدنا له عذرا.
قال في صفحة 125، وهو يتحدّث عن غضب فرنسا من التّعريب في الجزائر، وحين دخل على مكتبه وزير الخارجية الفرنسي “موريس شومان” سنة 1968، وصرّخ في وجههه وبغلظة، وقسوة، وحقد دفين: “السّيّد الوزير، ماذا يعني التعريب؟”.
أقول: تعامل أحمد طالب الإبراهيمي يومها كان في غاية الضعف، والهوان، والتّراجع وردّ على إجابة الفرنسي المبغض الحاقد للجزائر وكأنّه تلميذه، قائلا: يوجد حاليا مليون طفل جزائري يدرس اللّغة الفرنسية في المدارس الجزائرية. وكم كنت أتمنى أن تكون إجابته أشدّ غلظة، وقسوة، وشراسة من الهدوء، واللّين، والضعف الذي أبداه أحمد طالب الإبراهيمي، وهو يومها في عزّ سلطانه، وزهرة شبابه، ويملك الدّعم الكامل من الرّئيس هواري بومدين.
أحمد طالب الإبراهيمي والأمازيغية:
يفتخر أحمد طالب الإبراهيمي في صفحة 126، بكونه المسؤول الأوّل الذي طالب بالأمازيغية، ومنذ سنة 1972 وعلى مدار سنوات.
عاد أحمد طالب الإبراهيمي من جديد يتحدّث بافتخار، واعتزاز بكونه الأوّل الذي طالب بالأمازيغية وابتداء من سنة 1972، و 1981.
استغلال أحمد طالب الإبراهيمي لاسم أبيه البشير الإبراهيمي:
أقول: أحترم أحمد طالب الإبراهيمي لأنّه ظلّ يحترم أبيه البشير الإبراهيمي رحمة الله عليه. وأضيف: لكنّه استغلّ اسم أبيه في حملته الانتخابية، واستغلّ قبر أبيه، واستغلّ قبر الشيخ ابن باديس رحمة الله عليه باعتباره “صديق أبي”، واستغلّ “أفلو” التي زارها الأب، ودار الحديث التي دشّنها الأب، واستغلّ حبّ واحترام الجزائريين لأبيه لأغراضه السياسية والانتخابية. 147
أحمد طالب الإبراهيمي كان أحمقا حين دخل الرئاسيات 1999، و2004:
أقول: كان أحمد طالب الإبراهيمي ساذجا، وأحمقا حين قبل الدخول في الانتخابات الرئاسية سنة 1999، وهو يعلم مسبّقا النتيجة. وخرج من الباب الضيّق حين رفض الرئيس يامين زروال استقباله رفقة السّتة المترشحين للانتخابات الرئاسية، قائلا لهم: ليس من مهام رئيس الجمهورية استقبال المترشحين أثناء الحملة الانتخابية، وما عليكم إلاّ أن تتوجّهو إلى اللّجنة المستقلّة والمكلّفة بمتابعة ومراقبة الانتخابات، وتعرضوا عليها المشاكل الت واجهتكم أثناء حملتكم الانتخابية الرئاسية.
وتمّ رفض ملف أحمد طالب الإبراهيمي للرئاسيات بسبب عدم حصوله على النصاب القانوني من الإمضاءات. 235
لماذا أحمد طالب الإبراهيمي يفضّل تيزي وزو على سائر الولايات؟
أقول: حين يتعلّق الأمر بإخواننا، وأحبّتنا، وآبائنا، وأبنائنا حفظهم الله ورعاهم في ولاية تيزي وزو، يستعمل أحمد طالب الإبراهيمي عمدا -أقول عمدا-، مصطلحات: “الأحداث المرعبة في القْبَايَلْ”، و “الانتفاضة الشعبية”، و “الثّورة الصّامتة”، و “أزمة القْبَايَلْ”، و “أحداث القْبَايَلْ”، و “الثّورة في القْبَايَلْ”، و “ولايات القْبَايَلْ”.
لايذكر أحمد طالب الإبراهيمي اسم ولاية تيزي وزو، كما يذكر الولايات الجزائرية الأخرى.
يستعمل اسم الولاية في حالة واحدة، حين يقول: ولايات تيزي وزو، وبويرة، وبجاية.
أقول: يتحدّث عن العاصمة، وتيزي وزو على أنّهما الدولة الجزائرية، ولا يتعامل مع الولايات الجزائرية بنفس الشكل.
أصبح أحمد طالب الإبراهيمي، يدرس قضايا الجزائر الجوهرية، والمصيرية ولعدّة مرّات في تيزي وزو
يعاتب أحمد طالب الإبراهيمي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رحمة الله عليه، بأنّه لن يزور القبايل في حملته الانتخابية 2004.
أقول: لماذا أحمد طالب الإبراهيمي يصرّ على زيارة تيزي وزو، ولا يتحدّث عن الولايات الجزائرية الأخرى؟ لماذا يعاتب كلّ من ينوي عدم زيارة تيزي وزو، ولا يعاتب الذين لايزورون الولايات الجزائرية، وقد سبق أن اعترف أنّه لم يزر الولايات الجزائرية، وبتعبيره “أقصى البلاد”. 227.
يعترف أنّه لم يزر: “مناطق أقصى جنوب البلاد” كما يسميها، ولم يزر إخواننا المهاجرين في الخارج، وذكر الأسباب.
ذكر أنّه زار حي شعبي بوهران أثناء حملته الانتخابية الرئاسية، وفزع من هول الحياة المبكية الكئيبة لسكان الحي، ولم يكن يتصوّر أنّ الجزائر بهذه الوضعية الكارثية.
أقول: ظلّ أحمد طالب الإبراهيمي -وما زال-، يعيش عيشة الملوك في قصره، ولذلك صُدم حين رأى حياة الشعب رأي العين.
قال في صفحة 153: “زرت المجتمع الإباضي”. أقول: ذكر كلّ الولايات التي زارها أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية بالاسم، وبالتّفصيل.
أحداث فيفري 2019:
أقول: مازلت أقول أنّ تصرفات أحمد طالب الإبراهيمي أثناء أحداث الجزائر2019، كانت في غاية الضعف والخزي. وقد كتبت في الموضوع، وعنه لمن أراد الزيادة.
معلومات متفرقة:
أهدى الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمة الله عليه، كتاب “العواصم من القواصم” لأبي بكر بن العربي رحمة الله عليه، للشيخ البشير الإبراهيمي رحمة الله عليه، وتكفّل ابن باديس شخصيا بطبعه، وقد ضاع الكتاب الذي يحمل الإهداء. 310
إثر إعلان استرجاع السيادة الوطنية سنة 1962، وضعت الحكومة الجزاىرية تحت تصرف البشير الإبراهيمي شاحنتين كبيرتين لنقل مكتبته من القاهرة إلى الجزائر. وتكفّلت باخرة قادمة من الإسكندرية إلى الجزائر بحمل المكتبة، وحين توقفها بعنابة غرقت السفينة. 310
حارب الاستدمار الفرنسي الزوايا باعتبارها موطن الثقافة والمقاومة. 311
قال في صفحة 28، وحسب ترجمتي وبالحرف: “عارضت بقوّة مشروع الوحدة الجزائرية-اللّيبية الذي اقترحه العقيد القذافي”.
خاتمة:
نسأل الله الصّحة، والعافية لأحمد طالب الإبراهيمي وأن يشمله بعفوه، وستره، ويبارك له في أيّامه.

الجمعة 13 رجب 1444 هـ، الموافق لـ 3 فيفري 2023

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع