مناجاة مجنون…

301
وقف أمام مقهى حيران،
شيخ ستّينيّ ولهان... 

عن كرسي، يبحث...

 عطشان... 

جلس وبشفتيه، مهمهما...  

و بإشارات يديه ،مرتعشا...   

سرعان ،ما لمحه النادل مجيبا... 

وفهم مراده ملبّيا...

فسلمه ما بجيبه نقذا...

أشعل سيجارته، ملتويا...

لقهوته السوداء، منتظرا..

احتسى جرعتها الأولى، منتشيا...

فانطلق الى عالمه سابحا...،

 غير مباليا...

مرة يحدث نفسه قاسيا...،

وأخرى يلوم من كان مسببا...،

عاتبا... 

انفجرت ضحكاته  المزعجة...،

فتصاعدت نبراتها الخشنة...

متوجهة صوب معشوقته الفريدة...

يريدها بقربه جالسة...

وبخياله وذاكرته حاضرة...

وللحظات المشوقة...،

مشاركة...

فكانت نظراته لها مناجية...

وهمساته لها حميمية...

و لكنها مقلقة،

 لبعض الزبائن المجتمعة...

في الهم والمشاكل غارقة...

متمظهرة ،

 على وجوهها العابسة... 

المكدّرة...

فانطلقت كلمات الشيخ...

 وهو مغادرا ،مودعا...

كصهيل الجياد المسرّجة...

بالشوق والحنين حاملة...

فاندهشت القلوب البئيسة...

وانشرحت النفوس الكئيبة... 

فبدأت  تُزفر آهات الأحزان الرتيبة... 

لمن نال منهم غدر الزمان عتيّا... 

لمن نال منهم الحب والعشق أشواطا اضافية...

لمن حوّلوه ...

سجّلوه...

في لائحة الغرباء، 

المنسية...

 

بلمرابط المصطفى 

2662019

الخميسات المغرب




 
 
 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع