مرحلة الطفولة

649

مرحلة الطفولة / من أهم المراحل في حياة الإنسان لذا علينا أن نفهمها جيداً لننشأ أجيالاً نفتخر بهم خصوصاً في  السنين الأربعة الأولى من الطفولة لأن كل مايكتسبه الطفل في تلك الفترة الزمنية من حياته سيستمر لديه بقية مراحل حياته بإيجابياته وسلبياته .
تتهيأ العوائل بسعادة وشوق لإستلام مولودهم الجديد
ورغم معاناة الأم وتعرضها لأقسى أنواع الآلام أثناء الولادة يغدوا مولودها أعز مخلوق لديها وتبتسم لرؤيته من اللحظة الأولى لولادته بتأثير غريزة الأمومة الصادقة ولأمتلاكها مخلوق بريئ وجميل للغاية . تمنح الأم طفلها المولدد الدفأ والحب والحنان والغذاء من خلال صدرها . وبعد صدر الأم يكون صدر والده مصدر إطمئنان ودفأ وسند له مليئ بالحب والحنان والعطاء .
تمر الأيام تباعاً وسعادة الوالدين تكبر كلما كبر طفلهم أمام أعينهم بالأشهر والسنين ويرون جماله يبرز وبراءته تزيد .
من الضروري جداً تفرغ الأبوين وبالتناوب لرعايته وتنشئته على أحسن وجه في هذه الفترة الحساسة من حياته .
رغم تعب الوالدين الشديد في تلك الفترة الحساسة لكنهم يرونها ألذ ما لديهم من أيام وأمتعها وهم يعيشون يوميات طفلهم الجميل التي تمنحهم سعادة لا مثيل لها .
لم يصف أحد الصبر الطويل للوالدين لدى نشوء وتربية طفلهم المولود وكم يتحملون معاناة مرضه وعثراته في مسيرة الحياة . أمتلاك هذا الصبر الطويل يقوده حب غريزي متسلط طاغي على المشاعر لايتمكنون تغيرها أو التقليل من شأنها بإرادتهم الطبيعية .
إلا في حالات الخلل الشديد والنادر التي تصيب هذه المنظومة الغريزية الطبيعية لدى الإنسان والتي هي أقوى غريزة حب متواجدة لتحيدها عن مسارها الطبيعي ونرى معها الإستثناءات الغير طبيعية لدى بعض الأمهات والأباء .                           ———————–
هناك أسس معتمدة حسب الدراسات لنشوء وتربية الطفل البريئ في هذه المرحلة الحساسة . وعلينا التذكر أولاً بأن المولود كائن بريئ معتمد على أبويه ومحيطه بالدرجة الأولى في نشوئه وتربيته ويكون الطفل لدى الولادة صفحة بيضاء خالية وملئ هذه الصفحة البيضاء تتم من قبل الأبوين بصورة خاصة ومن معه في محيطه بصورة عامة .
يكتسب الطفل صفاته منهم ومن طريقة التعامل معه وتكون نسبة مايكتسبه من الصفات أكبر بكثير مما يورثه من الصفات . لذا على الأبوين التركيز والإهتمام لملئ الصفحة البيضاء “مولودهم” بما يتمنونه أن يكون في المستقبل ليغدو إنساناً سوياً وصحياً جسدياً ونفسياً   .
1- عدم تدليله
على الوالدين رغم حبهم الشديد لطفلهم لايجوز تدليله بصورة مبالغة وتلبية جميع طلباته خصوصاً الغير معقولة وإغداقه بالهدايا كتعويض لشعورهم بالتقصير معه في بعض المجالات . لأن التدليل الزائد يجعله إنسانا غير قادر على العطاء ويرغب دائماً الحصول على الأشياء دون مقابل .
2- تنمية سلوك الإنصات لديه
على الأبوين التركيز على تعويد طفلهم الإستماع لهم وللآخرين وذلك من خلال الإهتمام والإنصات لحديثه .
3- الإبتعاد عن ترهيبه وتخويفه
عدم التعامل معه من خلال تخويفه أو ترهيبه وذلك لمنع زرع الخوف لديه والتي تجعل لياليه مليئة بالكوابيس وتعرضه للتبول الاإرادي . وعلى الأهل التذكر بأن كل علاقة مبنية على الخوف هي علاقة غير صحية بين الطفل وأبويه.
4- معالجة عناده
الطفل العنيد هو طفل مثابر بطبعه يصل إلى أهدافه إذا تعاملنا معه بطريقة صحيحة وذلك بعدم إعطائه ما يرغب به قبل إنهاء العمل الذي بدأ به كإكمال اللعبة التي بدأ بصنعها وإتمام القصة التي بدأ بقرائتها هذا في عمر أكبر … وإلخ
وعلينا إفهامه بأن ليس كل مايرغب به يكون متاح له لأن الكون ليس ملكه لوحده .
5- منع العصبية والعنف لديه
علينا منع العصبية والعنف لديه من خلال مراقبتنا لما يشاهده في الإعلام . وكذلك التحكم بأعصابنا وطرق تعاملنا معه لنوصل له رسالتنا بأن العصبية والصوت العالي والعنف ليس من طرق التعامل بين البشر
—————————–
هناك أخطاء صحية يرتكبها الأبوين مع المولود الجديد دون تركيز أو فهم للأضرار يجب إبتعادهم عنها قدر الإمكان ….
1- عدم إرضاعه في وضع النوم لمنع تسرب الحليب إلى أذنه وتكرار الإلتهاب فيه .
2- عدم هز المولود بإستمرار لأن تأثير الهز سيئ على المخ وتولد العصبية لديهم  .
3- عدم وضعه على “الحجلة” في وقت مبكر لساعات طويلة حيث تولد الضرر في عضلات الحوض لديهم .
4- الإنتباه في فترة الفطام بشمول طعامه على العناصر الضرورية لحاجته ونموه خصوصاً الحديد والكالسيوم ، ومنعه من تناول المشروبات الغازية لأنها تؤدي إلى هشاشة عظامه ولين قدميه .
5- منعه من تناول الحلوى والطعام ذو السعرات العالية وتعويده على أكل الخضار والفواكه لمنع البدانة عنه .

بقلمي / د. فيان النجار

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع