مراقبة النفس ومحاسبتها في فقه المرجع

1٬215
حرز الكناني
من المعلوم أن نفس الإنسان مجبولة على فعل المعاصي فيجب على كل إنسان محاسبة نفسه وذلك بامتثال أوامر الله-سبحانه وتعالى- واجتناب نواهيه وذلك بأن ينظر لعمله ، هل هو مقدور عليه فيعمله ، مثل الصيام والقيام أو غير مقدور عليه فيتركه , ثم ينظر هل في فعله خير في الدنيا والآخرة فيعمله ، أو في عمله شر في الدنيا والآخرة فيتركه.
ولمحاسبة النفس فوائد عديدة، منها :
الإطلاع على عيوبِ النفس ، ومن لم يطلع على عيبِ نفسِه لم يمكنه معالجته وإزالته والتوبة والندم وتدارك ما فات في زمن ومعرفة حق الله تعالى ، فإن أصلَ محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى والزهد ، ومقت النفس ، والتخلص من التكبر والعجب .
لذلك تجد أن كل من يحاسب نفسه يجتهد في الطاعة ويترك المعصية تسهل عليه المحاسبة فيما بعد .
فقد أشار المحقق الأستاذ في كتاب الصلاة
(الواجب على كل إنسان امتحان نفسه دائمًا ومحاسبتها ومراقبتها ومعرفة مدى التحسن والارتقاء في المستوى العبادي والأخلاقي والفكري عمّا كان عليه سابقًا؛ فإذا وجد أنّه قد حصل على الرقيّ والتصاعد في طريق التكامل الحقيقي فليشكر ربّه دائمًا لأنه – تعالى – الخالق والموفق والمنعم والمسدد في هذا الطريق القويم، وليعاهد الله بأنّه سيبقى يثبت في هذا الخطّ التصاعدي نحو الكمال وسيصعّد مستواه الإيماني ويعمّقه فيكون مّمن يذكر الله – سبحانه وتعالى – في جميع الأحوال والأوقات ).
مقتبس من كتاب “الصلاة – القسم الثالث ” لسماحة السيد الأستاذ – دام ظله –
فيجب علينا أن نحاسب أنفسنا في كل ليلة حيث نختلي بأنفسنا مع خالقنا ونستعيد ما صدر منا خلال اليوم فما كان من حسنة استزدنا الله منها وسألناه القبول ومضاعفة الأجر وما كان من سيئة استغفرنا الله منها وعاهدناه على عدم العودة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع