لاتسأليني عن مدينتي
تلك التي أنشأتني في حضن الأحقاد
ملأت صدري بالندوب
وأحرقت قلبي أسفته الرماد
مدينتي مدينة تشتهي النميمة
تموت في القيل والقال
تهدي عمرها الثمين للكسل
تحرس أصنام الجهل
وتقتل لأمل
مدينتي
تحب المظاهر والثرثرة
تكذب عليهاو تصفق للمسخرة
مدينتي
تتظاهر بالنسك وتدعي البراءة
تتباكي على الزمن الجميل
لكنها لا تأبه عندما تتوطن فيها الرداء ة
تقول مدينتي أنها تحب الشعر والبحر والنوارس
لكني أعرف أنها لاتحب الجمال
وتبيع حتى اسمها من أجل المال
ثم تشكو الزمان الذي لايسمع
مظلومة أنا فمن عني يدفع
تنسى مدينتي أن ( قبها) تبقع
تنسى أشياء كثيرة ترفع المدن والمآذن
تنسى الصفاء والبهاء وكل المحاسن
تتحصن بالتغابي والتعالي وبقية من أساطير
تلتف حول زيفها وترقص وتطير
لاتريد أن تكبر المدينة
لازالت طفلة تحضن دميتها
تنام بسكينة
تعتقد مدينتي أنني أدمنت سحرها
شربت من نهر الهراء
عشقت لغة الهباء
مدينتي لاتنتظر ثورتي بل ثروتي
وأنا الفقيرة القادمة من صقيع إهمالها
مفاصلي ترتج حين أرى منها الجمود
أمامي تمتد في تابوتها كالعمود
قاسية تلوح بالجفاء
ثقي أيتها المدينة العنقاء
أني أحبك لكن حين أشاء
أحبك حين تكبرين
تعانقين الكبرياء
ترضعين صغارك ثمار المحبة والوفاء
أحبك حين لاتحجبين الشمس عن روحي
وعندما لا تحفرين قلبي بالرياء
أحبك مدينتي
كما أريد أنا لا أنت
لذا فقد وصمت جبيني بوصمة العناء
قضيت علي في محكمة أناك الصغيرة
سلمت أمري ليراعك ينقعني
في دواتك السوداء
فهنيئا لك مدينتي أثواب حبر تتلونين فيها
وهنيئا لي دفاتري فيك والحكايا
أشعاري الحزينة
أوراقي البيضاء
فاطمة الزهراء بولعراس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.