الكويت: حكم نهائي اليوم في أكبر قضية سياسية

469

تستعد محكمة التمييز الكويتية، اليوم الأحد، لإعلان حكمها النهائي في قضية دخولمجلس الأمة، والتي اتُهم فيها نواب برلمانيون سابقون وحاليون ونشطاء سياسيون وزعماء للمعارضة وأساتذة جامعيون، إبان الاحتجاجات الشعبية ضد رئيس مجلس الوزراء السابق، الشيخ ناصر المحمد الصباح، عام 2011. وأدت الاحتجاجات التي أعقبت دخول مجلس الأمة إلى إسقاط رئيس الوزراء آنذاك وحلّ البرلمان، ودعوة الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى انتخابات جديدة انتصرت فيها المعارضة عام 2012، لكن الأمير عاد وحلّ البرلمان مرة أخرى، وقام بإصدار مرسوم الصوت الواحد الذي أدى إلى احتجاجات شعبية واسعة امتدت حتى عام 2014. وكانت محكمة الاستئناف قد أصدرت أحكاماً بالسجن تراوحت بين السنة و7 سنوات ضد 70 فرداً من المتهمين في القضية، لكن نيابة التمييز قررت وقف تنفيذ الحكم بعد أن أمضى المتهمون شهرين في السجن لحين الحكم النهائي لمحكمة التمييز.

واستبق المتهمون، وعلى رأسهم قائد المعارضة مسلّم البراك الأحداث، واستغل عدم وجود منع سفر باسمه وغادر البلاد برفقة أحد أشقائه إلى تركيا، لينضم إلى عدد من المتهمين في ذات القضية، فيما خرج متهمون آخرون نحو بريطانيا وبلدان أخرى، خوفاً من صدور حكم ليس في صالحهم. كما استبقت حركة العمل الشعبي التي ينتمي إليها البراك وغالب المتهمين، الأحكام وقامت بإعادة هيكلة لجانها السياسية والإدارية للتماهي مع مرحلة ما بعد الحكم عليهم بالسجن، فسلّمت مقاليد الكثير من الأمور لأشخاص غير متهمين في القضية.

ولا يزال التكهن بالحكم الذي سيصدر من محكمة التمييز صعباً، خصوصاً أن القضية تعد الأولى من نوعها سياسياً وقانونياً، إذ لم يسبق للسلطات أن حاكمت هذا العدد من السياسيين من قبل دفعة واحدة، كما لم يسبق لها أن سجنت ثلاثة برلمانيين على رأس عملهم في البرلمان كما يحدث الآن. كما أن تكييف الجريمة القانوني عُدّ سابقة قانونية، بحسب أستاذ المرافعات في جامعة الكويت عبيد الوسمي، إذ قال إنه “لا توجد جريمة باسم إتلاف مرافق عامة”. لكن الاحتمالات تصب في خانتين، الأولى في حال صدور الحكم ببراءة المتهمين من القضية، وهو أمر مستبعد، فإن هذا سيخرج الحكومة والمعارضة في آن واحد من مأزق سياسي كبير، وسيوفر على الأمير دعوة البرلمان إلى الاستقالة، وسيضمن استمرار عمله لفترة مؤقتة على الأقل، كما يضمن نزع الفتيل السياسي القابل للاشتعال، وعودة الهاربين من الحكم القضائي نحو الكويت.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع